يا معاوية! سبحان الله ألأن سبقتم القوم إلى الفرات فغلبتموهم عليه ، تمنعونهم عنه؟ أما والله لو سبقوكم إليه لسقوكم منه! أليس أعظم ما تنالون من القوم أن تمنعوهم الفرات فينزلوا على فرضة اخرى فيجازوكم بما صنعتم؟ أما تعلمون أن فيهم العبد والأمة (١) والأجير والضعيف ومن لا ذنب له؟ هذا والله أوّل الجور! لقد شجّعت الجبان وبصّرت المرتاب ، وحملت من لا يريد قتالك على كتفيك!
وكان معاوية يعلم بصداقة عمرو له فقال له : اكفني صديقك! فأغلظ له ابن العاص!
وأمسى ذلك اليوم ، فلما كان الليل سار هذا الهمداني فلحق بقومه مع الإمام عليهالسلام (٢).
الأشعث والأشتر يستردّان الماء :
وكان الأشعث على ميمنة الإمام عليهالسلام فأتاه ليلا وقال له :
يا أمير المؤمنين ، أيمنعنا القوم ماء الفرات وأنت فينا ومعنا سيوفنا؟ خلّ عنّا وعن القوم ، فو الله لا نرجع حتى نرده أو نرد الموت! ومر الأشتر فليعل بخيله فيقف حيث تأمره (٣) وكان معه أربعة آلاف من اولي البصائر ، فلم يتجاوزوا أمر الأمير عليهالسلام (٤).
__________________
(١) كذا ، ويأتي أنّ عمار بن ياسر جاءته امرأة طويلة اليدين بقدح من لبن ، فيعلم من ذلك حضور بعض النساء ولا سيما الإماء مع العبيد في صفين ، ولعلّ هذا من أسباب الخلاف في أعدادهم.
(٢) وقعة صفين : ١٦٣ ، ١٦٤.
(٣) وقعة صفين : ١٦٦.
(٤) وقعة صفين : ١٥٧.