ثمّ أقبل على الناس فقال لهم : أيها الناس ، إياكم وتعلّم النجوم إلّا ما يهتدى به في برّ أو بحر ، فإنها تدعو إلى الكهانة ، والمنجّم كالكاهن ، والكاهن كالساحر ، والساحر كالكافر ، والكافر في النار. سيروا على اسم الله (١).
فكان انصرافه إلى النهروان عن طريق الأنبار إلى الفلوجة إلى المدائن ، وقدّم قبله إليها قيس بن سعد بن عبادة ، وأمره أن يقدم المدائن فينزلها حتى يأمره بأمره ، ثمّ جاء هو مقبلا إليهم ، فاستقبله قيس مع سعد بن مسعود الثقفي عامله على المدائن (٢).
وفي طريقه لقتالهم :
وفي طريقه لقتالهم قال لأصحابه : إذا حدثتكم فيما بيننا عن نفسي فإن الحرب خدعة وإنما أنا رجل محارب ، وإذا حدثتكم عن رسول الله صلىاللهعليهوآله فلئن أخرّ من السماء أحبّ إليّ من أن اكذب على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ، سفهاء الأحلام ، قولهم من خير أقوال البريّة ، صلاتهم أكثر من صلاتكم ، وقراءتهم أكثر من قراءتكم ، لا يجاوز إيمانهم تراقيهم ـ أو قال : حناجرهم ـ يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فاقتلوهم ، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة» ولو لا أن تبطروا فتدعوا العمل
__________________
(١) نهج البلاغة خ ٧٩ ، ومصادرها في المعجم المفهرس : ١٣٨٣ ، وفي الطبري ، عن أبي مخنف قال : فلما فرغ من النهروان قال : لو سرنا في الساعة التي أمرنا بها المنجم لقال الذين لا يعلمون : سار في الساعة التي أمر بها المنجم فظفر! ونقله المعتزلي الشافعي في شرح النهج ٢ : ٢٦٩ ـ ٢٧٠ عن كتاب صفّين لابن ديزيل ، وانظر تذكرة الخواص : ١٤٥.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٨٣ ، وأنساب الأشراف ٢ : ٣٦٩.