حرص معاوية على الحياة :
كان من رؤساء أصحاب معاوية أبرهة بن الصبّاح الحميري ومن أفضلهم بأسا ورأيا وحتّى دينا ، فلما بلغ القتل من أصحابه مبلغا عظيما قام في الحميريين من اليمن وقال لهم : ويلكم يا معشر أهل اليمن ، والله إني لأظنّ أن قد اذن في فنائكم! ويحكم خلّوا بين هذين الرجلين فليقتتلا! فأيهما قتل صاحبه ملنا معه جميعا! وبلغ كلامه معاوية فقال لمن حوله : إني لأظنّه أصيب في عقله! فقال الشاميون : والله إن أبرهة لأفضلنا دينا ورأيا وبأسا! ولكنّ معاوية تأخّر بعد ذلك إلى آخر صفوفه!
وبرز عند ذلك عروة بن داود ونادى : يا أبا الحسن ؛ إن كان معاوية كره مبارزتك فهلمّ إليّ!
فتقدّم إليه علي عليهالسلام وحمل عليه فضربه فقدّه نصفين سقط نصفه يمنة ونصفه الآخر يسرة!
فبرز ابن عمّه وهو يقول : وا سوء صباحاه! قبح الله البقاء بعد أبي داود ثمّ ارتجز وحمل على علي عليهالسلام وضرب برمحه ليطعنه فبراه ، فقنّعه علي بضربة فألحقه بابن عمّه أبي داود (١).
وكان عليهالسلام لا يأذن للحسنين ولا لابن عباس واخوته بالبراز (٢).
ومن أخبار عيون الحرب :
كان صاحب راية بني سليم مع معاوية : معاوية بن الضحاك السّلمي ، ولكنه كان يبغضه وله هوى في علي عليهالسلام ، فكان يكتب بأخبار معاوية إلى صديقه عبد الله
__________________
(١) وقعة صفين : ٤٥٧ ـ ٤٥٩.
(٢) وقعة صفين : ٤٦٣.