ونشروا هذا فيهم ، فرأيتهم خرجوا من أخبيتهم وفساطيطهم وهم يقولون : إنما قتل عمارا من جاء به! فلا أدري أيهم كان أعجب؟ أهو أم هم (١)؟
شهادة ذي الشهادتين :
شهد خزيمة بن ثابت الأنصاري لنبيّه رسول الله صلىاللهعليهوآله لشرائه فرسه المرتجز من أعرابي تميمي ، اعتمادا على تصديقه له لا لشهادة سابقة ، ولوحده! فأنفذ النبيّ شهادته بمثابة شهادتين ، وسمّاه ذا الشهادتين (٢).
ومرّ في أخبار حرب الجمل أنه قدم البصرة مع الإمام عليهالسلام على فرس أشقر في ثياب بيض وعمامة صفراء في نحو ألف فارس من الأنصار وغيرهم (٣) وشفع في الحرب لمحمد بن الحنفية لدى أبيه علي عليهالسلام ليردّ عليه رايته فقبل شفاعته (٤).
نعم لم يذكر له أيّ شأن خاص في القتال في الجمل وصفين ولذا ادّعي على لسان حفيده محمّد بن عمارة بن خزيمة ، قال : ما زال جدّي كافّا سلاحه يوم الجمل ، وصفّين حتّى قتل عمار ، فلما قتل عمار قال : سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «عمّار تقتله الفئة الباغية».
__________________
(١) الكامل في التاريخ ٣ : ٣١٠.
(٢) عن فروع الكافي ٧ : ٤٠١ ، وكتاب من لا يحضره الفقيه ٣ : ١٠٨ ، الحديث ٣٤٢٧ وأنساب الأشراف ١ : ٩ ، وتاريخ الطبري ٣ : ١٧٣ ، والاختصاص المنسوب إلى المفيد : ٥٨. وفي أسد الغابة : عن عمارة بن خزيمة أن البائع كان سواء بن قيس المحاربي ، وانظر قاموس الرجال ٥ : ٣٢٨ برقم : ٣٤٥٣ و ٤ : ١٦٩ برقم ٢٦١٥.
(٣) مروج الذهب ٢ : ٣٥٩.
(٤) مروج الذهب ٢ : ٣٦٧.