وقلت له : لا تعلم بذلك أمير المؤمنين! يا زياد! واقسم بالله إنك لكاذب! ولئن لم تبعث بخراجك لأشدنّ عليك شدّة تدعك قليل الوفر ثقيل الظهر ، إلّا أن تكون لما كسرت من الخراج محتملا» (١) وهذا أقرب وأنسب.
وقال ابن الأثير : استعمل علي عليهالسلام زيادا على فارس فحمى قلاعها وضبطها ، واتصل الخبر بمعاوية فساءه ذلك ، فكتب إلى زياد يعرّض له بأنه ابن أبيه أبي سفيان ويتهدده (٢) فقال زياد :
«ويلي على معاوية ابن أكّالة الأكباد وكهف المنافقين وبقية الأحزاب! يتهدّدني ويوعدني ، وبيني وبينه ابن عمّ محمّد ومعه سبعون ألفا طوائع (٣) سيوفهم عند أذقانهم ، لا يلتفت رجل منهم وراءه حتّى يموت! أما والله لئن خلّص الأمر إليّ ليجدني أحمر ضرابا بالسيف» والأحمر يعني : أنه مولى (٤).
ابن قرّة بدل ابن هبيرة :
مرّ عن اليعقوبي : أن الإمام عليهالسلام بعد الجمل وجّه جعدة بن هبيرة المخزومي إلى مرو خراسان. ويبدو أنّه عليهالسلام لما عزم على المسير إلى الشام واستدعى عددا من عمّاله ليكونوا معه ، استدعى جعدة فشهد معه صفّين. فروى الطبري أنّه عليهالسلام بعد ما عاد من صفّين بعث بجعدة إلى خراسان ، فانتهى إلى أبر شهر فامتنعوا عليه ، فعاد
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٠٤.
(٢) الكامل في التاريخ ٣ : ٤٤١ ضمن حوادث سنة (٤٤ ه).
(٣) جعله جمعا لطائع ، وهذا من عجمته!
(٤) وقعة صفين : ٣٦٦ ـ ٣٦٧ عن الأعمش ، وتمامه : فلما ادّعاه معاوية صار عربيا منافيا أي من عبد مناف!