وجواب معاوية :
وكتب معاوية في جوابه : «أما بعد ، فدع الحسد! فإنك طالما لم تنتفع به! ولا تفسد سابقة قدمك بشره نخوتك ، فإن «الأعمال بخواتيمها» ولا تمحق سابقتك في حقّ من لا حقّ لك في حقّه! فإنّك إن تفعل لا تضرّ بذلك إلّا نفسك ولا تمحق إلّا عملك ولا تبطل إلّا حجتك! ولعمري ما مضى لك من السابقات لشبيه أن يكون ممحوقا لما اجترأت عليه من سفك الدماء! وخلاف أهل الحق!
فاقرأ سورة الفلق وتعوّذ بالله من شرّ نفسك فإنك الحاسد إذا حسد» (١).
واستشار الإمام أصحابه :
لما استدعى معاوية عليا عليهالسلام إلى القتال ، دعا جمعا ممّن معه من الصحابة من المهاجرين والأنصار : عمّار بن ياسر وهاشم المرقال الزهري ، ومن الأنصار سهل بن حنيف وقيس بن سعد الخزرجي (٢) ، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال لهم :
أما بعد ؛ فإنكم ميامين الرأي ، مراجيح الحلم (العقل) مقاويل بالحقّ ، مباركو الفعل والأمر ، وقد أردنا المسير إلى عدوّنا وعدوّكم فأشيروا علينا برأيكم.
__________________
(١) وقعة صفين : ١١٠.
(٢) ومن حضور سهل وقيس يفهم أن المشورة لعلّها كانت بعد منتصف شهر رمضان سنة (٣٦ ه).