أيها الناس ، إنّ أمير المؤمنين عثمان ولّاني آذربايجان فهلك وهي في يدي ، وقد بايع الناس عليا ، فطاعتنا له كطاعة من قبله ، وقد كان من أمره وأمر طلحة والزبير ما قد بلغكم ، وعليّ المأمون على ما غاب عنّا وعنكم من ذلك الأمر.
ولكنه لما عاد إلى أصحابه دعاهم فقال لهم : إن كتاب عليّ قد أوحشني وهو آخذي بمال آذربايجان! فأنا لاحق بمعاوية!
فقال له قومه : أتدع مصرك وجماعة قومك وتكون ذنبا لأهل الشام؟! الموت خير لك من ذلك! فاستحيا وعاد إلى بلاده الكوفة (١).
وقدّم ابنته جعدة للحسن عليهالسلام :
مرّ الخبر عن تزويج الحسن عليهالسلام بإحدى بنات كسرى ملك الفرس على عهد عثمان وماتت في نفاسها ، ولم يرزق منها بولد ، ومرّ الخبر عن تخلف سعيد بن قيس الهمداني عن الإمام في البصرة ، فعاتبه في الكوفة ، فوعده قيس بالخير فيما يأتي ، فكأنه عليهالسلام أراد أن يتألّفه فكان ما نقله ابن الجوزي : أنه عليهالسلام خطب من سعيد ابنته أمّ عمران لابنه الحسن عليهالسلام ، فاستمهل سعيد ليستشير أمّها! وخرج من عنده.
فلقيه الأشعث وشعر بخبره فقال له : إن الحسن سيقول لها : أنا ابن رسول الله وابن أمير المؤمنين ، وهي ليس لها هذا الفضل! ولكن هل لك أن تزوّجها ابن عمّها فهي له وهو لها! قال : ومن ذلك؟ قال : محمد ابني (من أم فروة اخت أبي بكر وعمّة عائشة)؟ فقبل سعيد واستعجل فقال له : قد زوّجته من ابنتي!
واشتدّ الأشعث إلى الإمام وسأله : يا أمير المؤمنين ، خطبت امرأة للحسن؟ قال : نعم. قال : فهل لك في أشرف منها بيتا وأكرم منها حسبا وأتمّ منها جمالا
__________________
(١) وقعة صفّين : ٢١.