وكان لابن عباس في البصرة كاتبان : أبو الأسود الدؤلي وزياد بن عبيد الثقفي فاستخلف زيادا على الخراج وأبا الأسود على الصلاة (١) وحمل معه رؤساء أخماس البصرة : الأحنف بن قيس على تميم والرّباب وبني ضبّة ، وخالد السّدوسي على بكر بن وائل ، وابن مرجوم العبدي على عبد قيس ، وشريك بن الأعور الحارثي الهمداني على أهل العالية من همدان وغيرهم ، وصبرة بن شيمان الأزدي على أزد البصرة ، وخرج بهم إلى الكوفة (٢).
وخرجوا إلى معسكر النخيلة :
ودخل يزيد بن قيس الأرحبي الهمداني على عليّ عليهالسلام فقال له : يا أمير المؤمنين ، نحن على جهاز وعدّة ، وأكثر الناس أهل قوة ، فمر مناديك فليناد الناس ليخرجوا إلى معسكرهم بالنخيلة ، فإنّ أخا الحرب ليس بالسئوم ولا النئوم ، ولا من إذا أمكنته الفرص أجّلها واستشار فيها ، ولا من يؤخّر الحرب إلى غد وبعد غد!
فقال زياد بن النضر الحارثي الهمداني : يا أمير المؤمنين ، لقد نصح لك يزيد بن قيس وقال ما يعرف ، فثق به وتوكّل على الله ، وأشخص بنا إلى هذا العدوّ راشدا معافا ، فإن يرد الله بهم خيرا لا يدعوك رغبة عنك إلى من ليس مثلك في السابقة مع النبيّ صلىاللهعليهوآله ، والقدم في الإسلام ، والقرابة من محمد صلىاللهعليهوآله. وإن لم ينيبوا ويقبلوا ، ويأبوا إلّا حربنا ، نجد حربهم هيّنا علينا ، ونرجوا أن يصرعهم الله مصارع إخوانهم بالأمس.
ثمّ قام عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّ القوم
__________________
(١) أنساب الأشراف ٢ : ٢٩٣.
(٢) وقعة صفين : ١١٧ وفيه : أنهم لحقوا به بالنخيلة.