بسر في صنعاء وجيشان :
مرّ الخبر عن ثورة العثمانيين من صنعاء إلى الجند ومعهم على عاملها سعيد بن نمران الهمداني وأنّهم أخرجوه منها فعاد إلى عبيد الله بن العباس في صنعاء! وكتبا إلى الإمام عليهالسلام بذلك وانتظر الأمر ، فدنا منه ابن نمران الهمداني وقال له : إنّ ابن عمّك لا يرضى منّي ولا منك إلّا بالجدّ في قتالهم ، وما تعذر!
فقال ابن عباس : لا والله ما لنا يدان عليهم ولا طاقة! فقام الهمداني في الناس وقال لهم : يا أهل اليمن ، من كان في طاعتنا وعلى بيعة أميرنا فإليّ إليّ! فأجابه عصابة منهم. وزحف إليهم بسر بجنوده ، فاستقبلهم سعيد بن نمران ، فحملوا عليه ، فقاتلهم قليلا ، وتفرّق عنه الناس وإنّما بقي في قليل من أصحابه ، فانصرف هو وأصحابه إلى عبيد الله ، ووجّه إليه فحذّره موجدة الإمام عليه ، وأشار عليه أن يتمسّك بالحصن ، ويبعث إلى الإمام يسأله المدد فإنّه أجمل وأعذر! فقال ابن عباس : لا طاقة لنا بمن جاءنا ، وأخاف من ذلك (١).
وكان معه منهم رجل من ثقيف من الصحابة يدعى عمرو بن أراكة ، فدعاه واستخلفه على عمله.
وكان لعبيد الله ابنان صغيران من زوجته الكنانية ، وكان في صنعاء كثير من الأبناء أبناء الفرس في اليمن وكانوا موالين لعليّ عليهالسلام ومنهم امرأة تدعى أم نعمان بنت بزرج (الكبير) فاستودعهم وإيّاها ابنيه : عبد الرحمن وقثم (٢) باسم عمّه.
وكان بسر قد حاصر صنعاء ولعلّه بلغه أنّ أهل مخلاف جيشان بجوار صنعاء «شيعة» لعلي عليهالسلام ، فعرّج من صنعاء على جيشان ، وقاومه جمع منهم
__________________
(١) الغارات ٢ : ٦١٩ ـ ٦٢٠.
(٢) الغارات ٢ : ٦٢١.