والمعتمد أن بسرا اكتشف الغلامين في منزل أمّ النعمان بنت بزرج امرأة من أبناء الفرس باليمن ، فأخذهما إلى مدخل صنعاء وذبحهما هناك ، وغضب على أولئك الأبناء فجمع مائة شيخ منهم وذبحهم (١)!
انقلاب وائل الحضرمي :
كان وائل بن حجر الحضرمي من أقيالهم وعظمائهم ، وكان يرى رأي عثمان ولكنّه كان بالكوفة واستمرّ مع الإمام عليهالسلام حتّى سنة الأربعين كما يبدو ، ثمّ عزم على مفارقته من دون أن يلحق بمعاوية بالشام رأسا ، فقال للإمام عليهالسلام : إن رأيت أن تأذن لي بالخروج إلى بلادي في حضرموت اليمن ألبث فيه قليلا لأصلح مالي
__________________
(١) الغارات ٢ : ٦٢١ عن الوليد بن هشام ، ولعلّهم كانوا أنصار عمرو بن أراكة الثقفي خليفة ابن عباس في محاولة منع بسر وجنوده عن دخول البلد.
وإنّما روى الثقفي في الغارات ٢ : ٦١٩ عن (الكلبي عن أبي مخنف ، عن نمير بن وعلة الهمداني) عن أبي الودّاك جبر بن نوف الهمداني أيضا ، قال : كنت عند علي عليهالسلام حين قدم عليه سعيد بن نمران الهمداني في الكوفة ، فعتب عليه عدم قتاله بسرا ، فقال سعيد : إنّ ابن عباس أبى أن يقاتل معي وخذلني. إلى آخر ما نقلناه متنا.
وفي : ٦٣٥ نقل عن القاسم بن الوليد أنّه كان مع سعيد عبيد الله بن العباس قدما معا إلى علي عليهالسلام. واختصر الطبري هذه الأخبار في حوادث عام الأربعين للهجرة ، وأكثر منه ابن الأثير الجزري الموصلي في الكامل في السنة نفسها وختمها بقوله : فلمّا سمع أمير المؤمنين عليهالسلام بقتلهما جزع جزعا شديدا ودعا على بسر. وسنذكر خبر دعائه عليه واستجابته وأثره.
واختصر الطبري أخباره ، عن عوانة بن الحكم ٥ : ١٣٩ ـ ١٤٠ في سنة (٤٠ ه) وليس بعنوان : الغارة!