تعيين الحكمين :
لم يعيّن معاوية للمحاكمة إلّا مبدعها ابن العاص ، جاء هذا فيما رواه المنقري ، عن الجعفي ، عن الباقر عليهالسلام قال : لما أراد الناس من عليّ أن يضع حكما قال لهم : إنّ معاوية لم يكن ليضع لهذا الأمر أحدا هو أوثق برأيه ونظره من عمرو بن العاص ، وإنه لا يصلح للقرشيّ إلّا مثله! فعليكم بعبد الله بن عباس فارموه به ، فإن عمرا لا يعقد عقدة إلّا حلّها عبد الله ، ولا يحلّ عقدة إلّا عقدها ، ولا يبرم أمرا إلّا نقضه ، ولا ينقض أمرا إلّا أبرمه.
فقال الأشعث : لا والله لا يحكم فيها مضريان حتّى تقوم الساعة! ولكن إذا جعلوا رجلا من مضر فاجعله رجلا من أهل اليمن!
فقال عليّ : إن عمرا إذا كان له في أمر هوى فليس من الله في شيء ، فأخاف أن يخدع عمر ويمنّيكم.
فقال الأشعث : والله لئن يكن أحدهما من أهل اليمن ويحكما ببعض ما نكره فهو أحبّ إلينا من أن يكون في حكمهما ما نحبّ وهما مضريان (١)!
وقام عبد الله بن الكوّاء اليشكري الهمداني إلى الإمام عليهالسلام وقال : إن عبد الله بن قيس (الأشعري) وافد أهل اليمن إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وصاحب مقاسم أبي بكر ، وعامل عمر ، قد رضي به القوم ، وعرضنا عليهم عبد الله بن عباس فزعموا أنّه قريب القرابة منك ظنون في أمرك (متّهم) (٢)!
__________________
(١) وقعة صفين : ٥٠٠.
(٢) وقعة صفين : ٥٠٢.