وفي خبر آخر أنه جمع في جوابه بينه وبين ابن العاص فقال لهما : «لعمري لقد أخطأتما موضع البصيرة ، وتناولتماها من مكان بعيد ، وما زاد الله من شك في هذا الأمر بكتابكما إلّا شكّا ، وما أنتما والخلافة؟! أما أنت يا معاوية فطليق ، وأما أنت يا عمرو فظنون (متّهم في دينه)» (١).
وطمع معاوية في سعد :
وطمع في سعد بن أبي الوقّاص بعد عمرو بن العاص ، فكتب إليه : «أما بعد ، فإنّ أحقّ الناس بنصر عثمان أهل الشورى الذين اختاروه ، وقد نصره طلحة والزبير وهما نظيراك في الإسلام وشريكاك في الأمر ، فلا تكرهنّ ما رضوا ولا تردنّ ما قبلوا ، فإنّا نردّها شورى بين المسلمين» يطمعه فيها بهذا. فأجابه سعد :
«أما بعد ، فإنّا عمر لم يدخل في الشورى من قريش إلّا من تحلّ له الخلافة! غير أنّ عليا قد كان فيه ما فينا ولم يك فينا ما فيه ... وطلحة والزبير لو لزما بيوتهما كان خيرا لهما» (٢).
جولان الخولاني وافتتانه :
وكأنّ نسّاك أهل حمص لم يعتزلوا دعوة شرحبيل فقط ، بل قام منهم أبو مسلم عبد الله أو عبد الرحمن أو يعقوب الخولاني الهمداني اليمني الشامي الزاهد في اناس من قرّاء أهل الشام فقدموا على معاوية وقالوا له :
__________________
(١) وقعة صفين : ٦٣.
(٢) وقعة صفين : ٧٥.