فقال له شبث بن ربعي : يا معاوية! أيسرّك بالله أنّك تمكّن من عمّار بن ياسر فتقتله؟! قال معاوية : والله لو أمكنني صاحبكم من ابن سميّة (يحقّره بها) ما قتلته بعثمان ولكن اقتله بناتل (أو نائل) مولى عثمان (لأنّ عمارا مولى)!
فقال له شبث : وإله السماء ما عدلت! لا والله الذي لا إله إلّا هو لا تصل إلى قتل ابن ياسر حتّى تندر الهامّ عن كواهل الرجال ، وتضيق الأرض والفضاء عليك برحبها!
فقال له معاوية : لو كانت كذلك كانت عليك أضيق! ثمّ قاموا فخرجوا من عنده ورجعوا (١).
وفد معاوية الثلاثي :
وبعث معاوية إلى حبيب بن مسلمة الفهري القرشي ، وشرحبيل بن السمط الكندي ، ومعن بن يزيد السّلمي وأوفدهم إلى الإمام عليهالسلام.
فبدأ حبيب بن مسلمة فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : أما بعد ، فإنّ عثمان بن عفّان كان خليفة مهديّا يعمل بكتاب الله وينيب إلى أمر الله ، فاستثقلتم حياته واستبطأتم وفاته ، فعدوتم عليه فقتلتموه ، فادفع إلينا قتلة عثمان نقتلهم به. فإن قلت إنك لم تقتله فاعتزل أمر الناس فيكون أمرهم هذا شورى بينهم ، يولّ الناس أمرهم من أجمع عليه رأيهم!
فقال له علي عليهالسلام : وما أنت ـ لا أمّ لك ـ والولاية والعزل ، والدخول في هذا الأمر؟! أسكت فإنّك لست هناك ولا بأهل لذاك!
فقال شرحبيل بن السمط الكندي : إن كلّمتك فلعمري ما كلامي إيّاك إلّا كنحو من كلام صاحبي قبلي! فهل لي عندك جواب غير الجواب الذي أجبته به؟!
__________________
(١) وقعة صفين : ١٩٧ ـ ١٩٩.