الإحرام والطواف ببيته ، وأما الإمام فهو في هذا الكلام عامل بفرض النهي عن المنكر والإنكار على مرتكبيه وفاعليه ، ورادّ عليهم ومدافع عن الحقّ والحقيقة ، فهو يدلّ على جواز ردّ جدال بالباطل كهذا.
الإمام عليهالسلام في الشام :
مرّ في الخبر حضور ابن عباس في مجلس معاوية واتهام زياد إيّاه بأنّه هو الذي سلّمهم الحسنين عليهماالسلام في البأساء ، وهو اليوم غرّهما وسوّل لهما ومنعهما من الوفود على معاوية حتّى ذلك الحين من عام (٤٢ ه) فمن الطبيعي أن يكون ابن عباس قد نقل ذلك لهما عليهماالسلام وفي طواف الحجّ لعام (٤٢ ه) لقى ابن العاص الإمام الحسن عليهالسلام فتحجّج عليه واحتجّ الإمام عليه بما شمل معاوية ، فلعلّه في سنة (٤٣ ه) وقبل هلاكه في آخر شهر رمضان منها وفد لمرة أخرى على معاوية فصادف وصول الحسن عليهالسلام هناك ، أو أوقفه معاوية على ذلك واستحضره لذلك المحضر وكذلك المغيرة بن شعبة ، فكان ما يلي :
نقل المعتزلي عن كتاب «المفاخرات» للزبير بن بكّار الزبيري (٢٥٦ ه) قال : اجتمع عند معاوية من أصحابه عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ، ومن قومه أخوه عتبة بن أبي سفيان والوليد بن عقبة بن أبي معيط ابن أخي عثمان وتوافقوا فيما بينهم وقالوا لمعاوية : إن الحسن عليهالسلام قد أحيا ذكر أبيه وقال فيه فصدّق! ولا يزال يبلغنا عنه ما يسوؤنا ، وخفق الغال خلفه وإن ذلك لرافعه إلى ما هو أعظم منه! فابعث عليه فليحضر لنسبّه! ونسبّ أباه! ونعيّره ونوبّخه ، ونقرّره أن أباه قتل عثمان! ولا يستطيع أن يغيّر علينا شيئا من ذلك!
فقال معاوية : ويحكم لا تفعلوا! فو الله ما رأيته جالسا عندي قط إلّا خفت عيبه لي في مقاله!