يوم وقعة الخميس :
تلك كانت الواقعة المعروفة بوقعة الخميس ، وفي هذا اليوم قتل عمار بن ياسر وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين من العراق ، وقتل من أهل الشام عبد الله بن ذي الكلاع الحميري وعبيد الله بن عمر. واختصر خبرها ابن مزاحم المنقري بسنده عن القعقاع بن الأبرد الطهوي قال : كنت في يوم وقعة الخميس قريبا من علي عليهالسلام وكانت مذحج في ميمنته ، والتقت بالأشعريين (والحميريين) وجذام ولخم وعك في الشاميين. والله لقد رأيت في ذلك اليوم من قتالهم وسمعت من وقع السيوف على الرءوس ، وخبط الخيول بحوافرها في الأرض وفي القتلى. ما لا الجبال تهدّ ولا الصواعق تصعق بأعظم هولا في الصدور من تلك الأصوات! ودنوت من علي عليهالسلام
__________________
ـ قال : وهذا خطأ ؛ لأن كتب الحديث والأنساب تنطق بأنه لم يكن في الصحابة من الأنصار ولا من غيرهم : خزيمة بن ثابت ، إلّا ذو الشهادتين ، وإنما الهوى داء لا دواء له! على أن الطبري صاحب التاريخ قد سبق أبا حيان بهذا القول ، ومن كتابه نقل أبو حيان. شرح النهج للمعتزلي ١٠ : ١٠٩.
والطبري إنما نقل ذلك عن سيف بن عمر التميمي الزنديق الكذّاب في ٤ : ٤٤٧ ، وأبو حيان التوحيدي البغدادي مولدا ومنشأ والنيشابوري أصلا والشيرازي مدفنا في (٣٨٠ ه) أيضا قالوا فيه : كان صوفيا قليل الورع بل كثير الزندقة! انظر قاموس الرجال ١١ : ٣٠١ برقم ٢٨٩.
ومثل ذي الشهادتين : أبو الهيثم بن التيهان ، فإنّه لم يتمالك بعد شهادة عمار دون أن قاتل حتّى قتل ، وذكر البلاذري خبره في أنساب الأشراف ٢ : ٣١٩ ، الحديث ٣٩١ ثمّ نقل عن الواقدي أنه مات قبل ذلك سنة (٢٠ ه)!
ثم نقل مقتل أويس القرني العابد ثمّ قال : ويقال : بل مات في سجستان! وكأنّهم يقللون بذلك من شأن علي عليهالسلام!