جنده وأنصاره وأعوانه ، وقد خرج بهم قاصدا بلادكم ـ يا أهل الشام ـ لإبادتكم! وأنا وليّ عثمان وأحقّ من طلب بدمه! وقد جعل الله لوليّ المظلوم سلطانا ، فانصروا خليفتكم المظلوم! فقد صنع به القوم ما تعلمون! قتلوه ظلما وبغيا! وقد أمر الله بقتال الفئة الباغية حتّى تفيء إلى أمر الله! ثمّ نزل.
وكان على مصر يومئذ محمد بن أبي بكر وقد اعتزله ناس لا يطيقون مقابلته ، ومنهم حصين بن نمير السكوني ومعاوية بن خديج الكندي وكانا يكاتبان معاوية ويكاتبهم ، وكان يخاف أن يأمر أمير المؤمنين عامله فيغير على معاوية من خلفه ، فكتب معاوية إلى أولئك : إن تحرك محمد أن يثبتوا له ، واستعمل على فلسطين ثلاثة رهط جعلهم بإزاء ثغر مصر لئلّا يغيروا عليه من خلفه ، وأمر عليهم : حباب بن الأسمر ، وسمير بن كعب ، وهيلة بن سحمة. واستعمل على أهل قنّسرين : صيفي بن عليّة ، وعلى أهل حمص : محول بن عمرو ، واستخلف على دمشق : عمار بن السّعر ، وخرج إلى صفّين في ناحية الرقّة (١).
وعند الخروج من النخيلة :
لم يذكر متى خرج الإمام من الكوفة وكم بقي في النخيلة ، ويبدو أنه خرج من الكوفة بعد عيد الفطر ، وأقام في النخيلة حتى يوم الأربعاء الخامس من شهر شوال (٢) ، وقبيل الزوال عزم على الرحيل فخطبهم وقال :
أما بعد ، فإني قد بعثت مقدماتي وأمرتهم بلزوم هذا الملطاط (شاطئ الفرات) حتّى يأتيهم أمري. وقد أردت أن أقطع هذه النطفة (ماء الفرات) إلى شرذمة منكم موطنين بأكناف دجلة (بالمدائن) فأنهضهم معكم إلى أعداء الله إن شاء الله.
__________________
(١) وقعة صفين : ١٢٧ ، ١٢٨.
(٢) وفي مروج الذهب ٢ : ٣٧٤ جعله تاريخ خروجه من الكوفة.