فلما بلغ معاوية مسيره إليه سار إليه وقد جعل على ساقته بسر بن أرطاة العامري.
وطلب الإمام عليهالسلام موضعا لعسكره وأمرهم أن يضعوا أثقالهم (١).
فلما نزلوا وجدوا الشاميين قد اختاروا منزلا مستويا واسعا ، وقد استولوا على شريعة الفرات فهي في أيديهم ، وقد صفّ أبو الأعور عليها الخيل والرجالة ، وقدّم الرماة ومعهم أصحاب الرماح والدّرق ، وعلى رءوسهم البيض ، ويمنعون غيرهم الماء ، ففزعوا إلى الإمام عليهالسلام فأخبروه (٢) فتسرّع فوارس منهم إلى أهل الشام فناوشوهم القتال ، فأمر الإمام عليهالسلام أن يردوهم عن القتال ويأخذوا مصافّهم ، فردّوهم (٣).
احتجاج على معاوية للماء :
ثمّ دعا الإمام عليهالسلام صعصعة بن صوحان العبدي وقال له : ائت معاوية فقل له : إنّا سرنا مسيرنا هذا ، وأنا أكره قتالكم قبل الإعذار إليكم ، وإنك قد قدمت بخيلك فقاتلتنا قبل أن نقاتلك وبدأتنا القتال ، ونحن من رأينا الكفّ حتى ندعوك ونحتجّ عليك وهذه اخرى قد فعلتموها حين حلتم بين الناس وبين الماء ، فخلّ بينهم وبينه حتى ننظر فيما بيننا وبينكم وفيما قدمنا له وقدمتم ، وإن كانت أحبّ إليك أن ندع ما جئنا له وندع الناس يقتتلون على الماء حتّى يكون الغالب هو الشارب فعلنا.
__________________
(١) وقعة صفين : ١٥٧.
(٢) وقعة صفين : ١٦٠ ، وفي مروج الذهب ٢ : ٣٧٥ : لم يكن على الفرات في ذلك الموضع أسهل منها للوارد إلى الماء ، وما عداها أخراق عالية ومواضع وعرة.
(٣) وقعة صفين : ١٥٧ و ١٥٨.