وعمّال خراسان وسجستان :
مرّ في أخبار الفتوح في عهد عثمان أنه ولى سعيد بن العاص على الكوفة وعبد الله بن عامر على البصرة وجعل بينهما السباق إلى خراسان ، فسبق ابن عامر إليها ووجّه عبد الرحمن بن سبرة الصحابيّ إلى سجستان (١) وافتتح خراسان وهي واسعة فصيّرها أربعة أرباع وولى عليها أربعة من رجاله ، وصار هو إلى كرمان فحاصرها فأصابتهم مجاعة شديدة ، وأتاه الخبر بحصر عثمان فانصرف إلى البصرة ثمّ إلى مكّة (٢).
فاستعمل الإمام عليهالسلام ربعي بن كأس التميمي (وكأس أمه) على سجستان. وبعث عمّالا على خراسان كلها.
وكتب إلى معاوية :
وكتب إلى معاوية يدعوه إلى بيعته وحقن دماء المسلمين ، وبعث به مع ضمرة ابن يزيد الضمري وعمرو بن زرارة النخعي. فرجعا وأخبرا أنّ معاوية قال لهما :
إنّ عليا شرك في دم ابن عمّي ثمّ آوى قتلته ، فإن دفع إليّ قتلة ابن عمّي وأقرّني على عملي بايعته ، وإلّا فإنّي لا أترك قتلة ابن عمّي وأكون سوقة! هذا ما لا أقارّه عليه وما لا يكون (٣).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٦٦.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٦٧ و ١٦٨.
(٣) أنساب الأشراف ٢ : ٢٩٣ ، الحديث ٣٦٧ عن ابن إسحاق. وبذيله عن جمهرة أمثال العرب للعسكري ٢ : ١٥٨ ، عن الطبري عن المدائني عن الزهري وقال : كان ذلك في شهر رمضان.