(وخضخض به جوفه) وأكبّ عليه ظبيان بن عمارة فقطع أنفه ، ثمّ شدخ رأسه بالآجر حتّى قتل. وحمل الحسن على سرير إلى دار والي المدائن سعد بن مسعود الثقفي ، فأقام الحسن عنده يعالج نفسه (١) وليس فيما بأيدينا تعيين تاريخ لذلك.
معاوية وابن عباس وابن سعد :
ولا تاريخ لموافقة ابن عباس لمعاوية ، وإنما روى أبو الفرج قال : لما كان مساء اليوم الأول من ذلك أرسل معاوية ليلا إلى عبيد الله بن العباس (كذبا) : «إن الحسن قد راسلني في الصلح ، وهو مسلّم الأمر إليّ! فإن دخلت في طاعتي الآن كنت متبوعا! وإلّا دخلت وأنت تابع! ولك إن جئتني الآن أن أعطيك ألف ألف (مليون) درهم! يعجّل لك في هذا الوقت النصف ، وإذا دخلت الكوفة النصف الآخر»!
واقتنع عبيد الله بذلك فانسلّ هو وخاصّته في الليل إلى معاوية!
وأصبح الناس فطلبوه ليخرج فيصلّي بهم فلم يجدوه! وعلى القرار السابق تقدّم قيس بن سعد الأنصاري فصلّى بهم ، وعلم بما صنع عبيد الله فخطبهم فقال لهم : أيها الناس ، لا يهولنّكم ولا يعظمنّ عليكم ما صنع هذا الرجل الورع (أي الجبان) إنّ هذا وأباه وأخاه لم يأتوا بيوم خير قط! إن أباه عمّ رسول الله صلىاللهعليهوآله خرج يقاتل ببدر ، فأسره أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري فأتى به رسول الله ،
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٤١ ، والإرشاد ٢ : ١٢. وأنساب الأشراف ٣ : ٣٧ ـ ٣٨ وزاد أن ابن أخي سعد : المختار بن أبي عبيد كان عنده فأشار على عمّه أن يسلّم الحسن عليهالسلام إلى معاوية بخراج سنته! فقال له عمّه : أنا عامل أبيه وقد شرفني وائتمنني ، وهبني نسيت بلاء أبيه عليّ أأنسى رسول الله في حبيبه وابن بنته؟! قبّح الله رأيك. وانظر تعليق المحقّق المحمودي ، وانظر علل الشرائع ١ : ٢٥٩ ، الباب ١٦٠.