ووثب الناس إلى سيوفهم ورماحهم يصلحونها (١).
وكان رئيس قبيلة ذهل بن ربيعة البصرة خالد بن المعمّر السّدوسي ، فأتى ناس عليا عليهالسلام وقالوا له : إنا نرى خالد بن المعمّر السّدوسي قد كاتب معاوية وقد خشينا أن يتابعه! فبعث علي عليهالسلام إليه وإلى رجال من أشرافهم ، فلما اجتمعوا قام فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : أما بعد ـ يا معشر ربيعة ـ فأنتم أنصاري ومجيبوا دعوتي ، ومن أوثق حيّ في العرب في نفسي ، ولقد بلغني أن معاوية قد كاتب صاحبكم خالد بن المعمّر! وقد أتيت به وجمعتكم لأشهدكم عليه وتسمعوا منه ومنّي! ثمّ أقبل عليه فقال له : يا خالد بن المعمّر ، إن كان ما بلغني عنك حقّا فإنّي اشهد الله ومن حضرني من المسلمين أنك آمن حتّى ترجع إلى أرض دون سلطان معاوية! وإن كنت مكذوبا عليك فأبّر صدورنا بأيمان نطمئن إليها.
فتنادى كثير منهم : والله لو نعلم أنه فعل لقتلناه! وقال شقيق بن ثور : لا وفّق الله خالد بن المعمّر حين ينصر معاوية وأهل الشام على علي وربيعة! وقال زياد بن خصفة : يا أمير المؤمنين ، استوثق من ابن المعمّر بالأيمان لا يغدر! فحلف بالله ما فعل ، واستوثق منه وتركه بحاله (٢).
وخرج الإمام بنفسه :
وخرج الإمام عليهالسلام بنفسه في يوم الأربعاء الثامن من صفر وعبّأ الناس على ما رتّبهم عليه وكان يقول لكل قبيلة من أهل الكوفة : اكفوني قبيلتكم من أهل الشام ،
__________________
(١) وقعة صفين : ٢٢٥.
(٢) وقعة صفين : ٢٨٧ ، ٢٨٨ وقال : قبل الوقعة في هذا اليوم. يعني الأربعاء الثامن من شهر صفر.