صفة الإمام وذي الفقار :
روى المنقري بسنده عن التابعي زيد بن وهب الجهني الهمداني في وصف الإمام عليهالسلام يومئذ فقال : كان رجلا دحداحا (ربعة) أصلع ليس في رأسه شعر إلّا خفاف من خلفه ، وجهه كأنه القمر ليلة البدر حسنا مائلا إلى السمرة ، أدعج العينين ، صغير الأنف وقصيره ، عنقه كأنه إبريق فضّة ، لمنكبيه مشاش كمشاش السبع الضّاري ، وله كاهل مثل كاهل الثور ، ضخم الكسور (والأعضاء) لا تبين عضده من ساعده قد أدمجت إدماجا ، شثن الكفين ، لا يمسك بذراع رجل قط إلّا أمسك بنفسه فلا يمكنه أن يتنفّس (١).
وروى عن الجعفي ، عن الصحابي جابر بن عمير الأنصاري وكان مع الإمام علي عليهالسلام كان يقول : كان يخرج من القوم بسيفه ذي الفقار منحنيا فكنّا نأخذه فنقوّمه ثمّ يتناوله من أيدينا ويقول : معذرة إلى الله عزوجل وإليكم من هذا لقد هممت أن أصقله ولكن حجزني عنه أني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله وأنا أقاتل دونه يقول كثيرا : «لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا علي» ثمّ يقتحم به في عرض الصفّ ، فلا والله ، ما ليث بأشدّ نكاية منه في عدوّه! لا والله الذي بعث محمدا بالحقّ نبيّا منذ خلق الله السماوات والأرض ما سمعنا برئيس أصاب بيده في يوم واحد (يوم الخميس وليلة الهرير) ما أصاب : إنّه ـ فيما ذكر العادّون ـ قتل زيادة على خمسمائة من أعلام العرب! ثمّ قال : رحمة الله عليه رحمة واسعة (٢)!
__________________
(١) وقعة صفين : ٢٣٣.
(٢) وقعة صفين : ٤٧٧ ـ ٤٧٨ ، والفقار : الحفر الصغار كانت عليه فكان يريد صقله لإزالتها ، ويمنعه الإبقاء على معنى الحديث الشريف. ويدلّ فقها على استحباب استبقاء آثار الأخبار. وفي مروج الذهب ٢ : ٣٨٩ : قتل بيده في يومه وليلته خمسمائة وثلاثة وعشرين رجلا ، علم ذلك من تكبيره.