إنّ أخا الحرب اليقظان الأرق! ومن نام لم ينم عنه! ومن ضعف أودى (هلك) ومن ترك الجهاد كان كالمغبون المهين. اللهم اجمعنا وإيّاهم على الهدى وزهّدنا وإيّاهم في الدنيا ، واجعل الآخرة لنا ولهم خيرا من الأولى ، والسلام (١).
مقتل محمد بن أبي حذيفة :
كان محمد بن أبي حذيفة ، ابن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، وأبو حذيفة بن عتبة هو أخو هند بنت عتبة أمّ معاوية ، فهو خال معاوية ، ومحمد ابن خال معاوية ، وقد مرّ خبره أنّه كان من أوائل المحرّضين على عثمان بمصر مع محمد بن أبي بكر ، ومن كبار ثوار مصر ، وهو الذي أخرج منها عبد الله بن سعد بن أبي سرح أخا عثمان لامّه وعامله على مصر ، واستولى عليها ، ولكنّ الإمام عليهالسلام لم يقرّه عليها واستبدله بقيس بن سعد الأنصاري ثمّ محمّد بن أبي بكر ، ولا نجد فيما بأيدينا أيّ خبر عن أيّ شأن له اليوم في مصر مع ابن أبي بكر إلى أن قتل هذا.
فروى الثقفي عن المدائني : أنّ ابن العاص لمّا قتل ابن أبي بكر واستولى على مصر بحث عن صاحبه السابق محمد بن أبي حذيفة حتّى أصابه فلم يقتله وإنّما بعث به إلى معاوية ، وكان يومئذ في فلسطين ، ليرى فيه رأيه بوصفه من المثيرين على عثمان ، ولم يقتله معاوية وإنّما أمر بحبسه في سجن له.
__________________
(١) الغارات ١ : ٣٠٢ ـ ٣٢٢ عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه. ولعلّه عنه الكليني في رسائله كما عنه ابن طاوس في كشف المحجة لثمرة المهجة : ١٧٣ الباب ١٥٥. ونقلها الطبريّ الإمامي في المسترشد : ٤٠٩ ـ ٤٢٧ عن الشعبي وعن شريح بن هانئ بزيادات ، واختصر الخبر ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ١ : ١٥٤ ـ ١٥٩ ، وأشار إليه البلاذري في أنساب الأشراف ٢ : ٢٩٠ ، كما مرّ سابقا وفي نهج البلاغة مقاطع منه يطول تعدادها.