وكانت رئاسة كندة ومعها ربيعة للأشعث بن قيس الكندي ، فلمّا عزله الإمام عليهالسلام عن ولاية آذربايجان ورجع إلى الكوفة دعا علي عليهالسلام حسّان بن مخدوج الذّهلي فجعل رئاسة الأشعث له.
فاجتمع الأشتر وعديّ الطائي وهانئ بن عروة وزحر بن قيس وقالوا لعلي عليهالسلام : إنّ رئاسة الأشعث لا تصلح إلّا له ، وما حسّان بن مخدوج مثله.
وقال حسّان للأشعث : لك راية كندة ولي راية ربيعة. فلم يقبل الأشعث. فمشى حسّان برايته إلى الأشعث حتّى ركزها في داره. وعرض عليه علي عليهالسلام أن يعيدها عليه فقال : يا أمير المؤمنين ، إن يكن أوّلها شرفا فإنّه ليس آخرها بعار! وأبى ذلك! فوعده الإمام بخير ، ثمّ ولّاه ميمنته (١).
شهود الولاية من الصحابة :
سنرى في شهداء الصحابة مع الإمام عليهالسلام أسماء أعلام شهدوا للإمام بحديث الولاية ، فيعلم أنّ ذلك كان قبل خروجهم إلى صفّين.
فيما روى الكشي من طريق العامّة إلى زرّ بن حبيش الأسدي : أنّ ركبانا معمّمين متقلّدين سيوفهم استقبلوا الإمام عليهالسلام فقالوا له : السلام عليك يا مولانا يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.
وكان حول الإمام عليهالسلام جمع من الأنام من الصحابة ، وغيرهم ممّن هو حديث عهد بوصف «مولانا» له فأراد إعلامهم بسابقة هذا من النبيّ بشأنه فقال : من هاهنا من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله؟! فقام أبو أيّوب الأنصاري خالد بن يزيد ، وذو الشهادتين خزيمة بن ثابت ، وقيس بن سعد ، وعبد الله بن بديل (وأخوه حبيب) بن ورقاء الخزاعيّ (وهاشم بن عتبة الزهريّ المرقال)
__________________
(١) وقعة صفين : ١٣٧ ـ ١٤٠.