وكتب إلى الأمصار :
ثمّ كتب الإمام عليهالسلام كتابا إلى الأمصار يقصّ فيه عليهم ما جرى بينه وبين أهل الشام فقال فيه : وكان بدء أمرنا : أنّا التقينا القوم من أهل الشام ، والظاهر أن ربّنا واحد ونبيّنا واحد ودعوتنا في الإسلام واحدة ، لا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا ، إلّا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء. فقلنا : تعالوا نداوي ما لا يدرك (بعد) اليوم بإطفاء النائرة وتسكين العامّة حتّى يشتدّ الأمر ويستجمع ، فنقوى على وضع الحقّ في مواضعه ، فقالوا : بل نداويه بالمكابرة! فأبوا حتّى جنحت الحرب وركدت ، ووقدت نيرانها وخمدت ، فلمّا ضرّستنا وإيّاهم ووضعت مخالبها فينا وفيهم ، فعند ذلك أجابوا إلى الذي دعوناهم إليه فأجبناهم إلى ما دعوا وسارعناهم إلى ما طلبوا ، حتّى تنقطع منهم المعذرة وتستبين عليهم الحجّة.
فمن تمّ منهم على ذلك فهو الذي أنقذه الله من الهلكة ، ومن لجّ وتمادى فهو الراكس الذي ران الله على قلبه ، ودارت دائرة السوء على رأسه ... (١).
وضبط فارس بزياد :
كان ابن عباس عامل الإمام عليهالسلام على البصرة وتوابعها من كور الأهواز وفارس شيراز وحتى كرمان (٢) فلما استقدمه الإمام إلى الشام استخلف على خراج البصرة كاتبه زياد بن عبيد الثقفي (٣). وعاد الإمام من الشام فعاد ابن عباس إلى البصرة.
__________________
(١) نهج البلاغة ك ٥٨ وانفرد به.
(٢) نهج البلاغة ك ٢٠.
(٣) أنساب الأشراف ٢ : ٢٩٣.