ابن الطفيل العامري فيبعث بها إلى علي عليهالسلام. وسمع بعضهم شعرا منه يهوّل به أهل الشام فأتوا به معاوية فهمّ بقتله ولكنه راقب فيه قومه فطرده عن الشام (١).
وكان لمعاوية طليعة على أهل العراق يتجسّس له ، فندب له الإمام الأشتر فأخذه أسيرا ليلا وشدّ وثاقه وألقاه عند أصحابه ينتظر به الصباح ... فقال له الإمام عليهالسلام : إذا أصبت لهم أسيرا فلا تقتله ، فإن أسير أهل القبلة لا يقتل ولا يفادى. وكان علي عليهالسلام ينهى عن قتل الأسير الكافّ عن القتال (٢).
زئير الأشتر ليلة الهرير :
ثمّ استمر القتال من النصف الثاني من الليل (ليلة الهرير الجمعة العاشر من صفر القتال) حتّى (الفجر) ويزحف الأشتر بأصحابه نحو أهل الشام ويقول لهم : ازحفوا قيد رمحي هذا! فإذا فعلوا عاد فقال لهم : ازحفوا قاب هذا القوس ، فإذا فعلوا سألهم مثل ذلك حتّى ملّ أكثرهم! وكانت رايته مع حيّان بن هوذة النخعي فأمره فركزها ، ثمّ دعا بفرسه فركبه وخرج يسير على الكتائب ينادي فيهم : ألا من يشري نفسه لله ويقاتل مع الأشتر حتى ينتصر أو يلحق بالله تعالى؟ فخرج إليه رجال منهم أقبلوا معه حتّى رجع إلى المكان الذي كانوا به فقام فيهم فقال لهم : فدى لكم عمّي وخالي! شدّوا إذا شددت شدّة ترضون بها الله وتعزّون بها الدين! ثمّ نزل عن دابّته وضرب وجهها وقال لصاحب رايته : أقدم! فأقدم بها ثمّ شدّ على القوم وشدّ معه أصحابه حتّى انتهى بهم إلى عسكرهم فقاتلوهم قتالا شديدا ، وقتل صاحب رايته (٣).
__________________
(١) وقعة صفين : ٤٦٨ ـ ٤٦٩.
(٢) وقعة صفين : ٤٦٦ ـ ٤٦٧.
(٣) وقعة صفين : ٤٧٥ ـ ٤٧٦.