فجرى الناس على طريقته. ثمّ زاد أتباعه علامات اخرى للسكون ولألف الوصل ، ووضع أهل المدينة علامة للحرف المشدّد (١).
أراد يزيد ورشّحوا غيره فقتله :
ومنذ سنة (٤٥) بدأ أبو يزيد بالتمهيد لترشيحه لولاية عهده من بعده ، فاختار قائدا سابقا من قوّاد غاراته : سفيان بن عوف الغامدي ووجّهه لغزو ثغر الروم إلى قرية انطوانة ، وأرفق معه ابنه يزيد ومعه زوجته أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر ، فتقدموا حتى بلغوا الفرقدونة وأصاب طاعون كثيرا منهم ، ويزيد متخلّف عنهم بدير مرّان ، وبلغه ذلك وهو مع ندمائه على شرابه مع أم كلثوم فقال :
أهون عليّ بما لاقت جموعهم |
|
يوم الطّوانة (أو : بالقدقدونة) من حمّى ومن موم! |
إذا اتّكأت على الأنماط مرتفقا |
|
بدير مرّان ، عندي أمّ كلثوم! |
وبلغ ذلك معاوية وكان على خلاف مرامه منه فقال : والله ليغزونّ! وأردف معهم أبا أيوب الأنصاري ، فبلغوا إلى أبواب القسطنطينية ومات أبو أيوب فدفن هناك (٢).
__________________
(١) انظر تاريخ القرآن للزنجاني : ٩٦.
(٢) مروج الذهب ٣ : ٢٤ وتاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٢٩ ، وفي رجال الكشّي : ٣٨ ، الحديث ٧٧ : سئل الفضل بن شاذان عن قتال أبي أيوب مع معاوية فقال : كان ذلك منه أنّه ظنّ ظنّا أنّه إنّما يعمل عملا يقوي به الإسلام ويوهن به الشرك وأنّه ليس عليه من معاوية شيء كان معه ولم يكن وكان ذلك منه غفلة وقلّة فقه!