جعدة إلى البلاد (كما كان مع ابن حنيف في فارس ، مغتنمين فرصة الحرب) فبعث عليهم خليد بن قرّة اليربوعي التميمي ، فصالحه أهل مرو (١) ولما دنا من بلد نيشابور بلغه أن عمّال كسرى مع بعض بناته قد تراجعوا من كابل إلى نيشابور ، فمال أهلها معهم وخلعوا الطاعة ، فقاتلهم خليد فهزمهم وحاصرهم حتّى نزل ابنتا كسرى على الأمان ، فبعث بهما مع السبي إلى الإمام عليهالسلام (٢).
فعرض الإمام عليهما الإسلام وأن يزوّجهما ، فأسلمتا (٣) فقال لهما : أزوجكنّ؟ قلن : لا ، إلّا أن تزوّجنا ابنيك (الحسنين) فإنا لا نرى كفوا لنا غيرهما! فأبى وقال لهما : اذهبا حيث شئتما! فتقدّم دهقان من أهل السواد يسمّى نرسا بأخذهن عنده فأذن له فأخذهن إليه وجعل يطعمهنّ ويسقيهنّ في الذهب والفضة ، ويكسوهنّ كسوة الملوك ويبسط لهنّ الديباج (٤) ثمّ عادتا إلى خراسان (٥) ولعلهما أخبرتا بموت اختيهما في نفاسهما بولديهما بالمدينة قبل انتقالهم إلى الكوفة.
والأشتر لثغر الشام :
مرّ الخبر عن سماك بن مخرمة الأسدي أنه كان من زعماء بني أسد بالكوفة وفارق عليا عليهالسلام مع مائة من قومه بني أسد كانت أهواؤهم مع معاوية ففرّوا برأيهم
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٦٤ و ٩٢ عن المدائني عن الشعبي. وقد مرّ بعد الجمل أن الإمام بعث ربعي بن كأس على سجستان ، فهو ربعي بن قرّة أخو خليد هذا ، وكأس أمهما.
(٢) الأخبار الطوال : ١٥٤ ، وانظر قاموس الرجال ٤ : ٢٠٠ برقم ٢٦٦٩.
(٣) الطبري ٥ : ٦٤.
(٤) وقعة صفين : ١٣ عن عمر بن سعد الأسدي البصري.
(٥) تاريخ الطبري ٥ : ٦٤.