وحمل الأشتر على ابن العاص وهو يرتجز له ، ولكنّه لم يدركه. وقتل رجالا من أهل الشام بيده وهو يقول : والله إن كنت كارها قتال أهل الصلاة! ولكن معي من هو أقدم منّي في الإسلام وأعلم بالكتاب والسنّة ، وهو يسخي بنفسي (١).
مبارزات الأشتر :
ثمّ دعا الأشتر الحارث بن همّام النخعي وقال له : يا حارث ، لو لا أنّي أعلم أنك تصبر عند الموت لم أحبك بكرامتي ولوائي ، وأعطاه لواءه. فقال الحارث : يا مالك لأسرنّك اليوم أو لأموتن ، فاتّبعني فاستدناه الأشتر ودنا منه فقبّل رأسه وقال : لا يتبع رأسك اليوم إلّا خير! ثمّ التفت إلى أصحابه يحرّضهم يقول :
فدتكم نفسي! شدّوا شدة المحرج الراجي الفرج ، فإذا نالتكم الرماح فالتووا فيها ، وإذا عضتكم السيوف فليعضّ الرجل نواجذه ، فإنّه أشدّ لشئون الرأس! ثمّ استقبلوا القوم بهاماتكم. وكان هو على فرس أدهم حالك السواد محذوف الذيل.
وبرز إليه رجل يقال له صالح بن فيروز العكي وكان مشهورا بشدّة البأس وارتجز له ، فبرز إليه الأشتر وارتجز له ثمّ شدّ عليه برمحه ففلق ظهره فقتله ورجع إلى مكانه.
فخرج إليه مالك بن أدهم السلماني من فرسان الشام وارتجز له وشدّ عليه
__________________
(١) وقعة صفين : ١٧٠ و ١٧١ ، والجملة الأخيرة نقلها عن الأشعث الكندي ، راويا إياه عن عمرو بن شمر ، عن إسماعيل السدّي ، عن بكر بن تغلب ، عن من سمع ... بعد أن نقله قبله عن من سمع الأشتر ، بطريقه وألفاظه ، ثمّ الجملة تناسب الأشتر أكثر من الأشعث.