وللخبر مصادر عديدة وجاء في بعضها قال له معاوية يبكّته. فظنّها بعضهم : بمكة ، ومنهم البلاذري.
وعلى أيّ حال ، فلم يكن بالمدينة في وفاة الحسن عليهالسلام كما أفاده المفيد منفردا به كما مرّ خبره.
وعزل سعيدا وأمر مروان بعد زمان :
روى الواقدي قال : لما مات الحسن بن علي عليهالسلام بعث سعيد بن العاص رسولا إلى معاوية يخبره بذلك ، ولما دفن الحسن بالبقيع أرسل مروان بريدا يخبر معاوية يقول : فإني يا أمير المؤمنين! عقدت لوائي وأحضرت معي ممن أبتغي ألفي رجل! قد تلبّسنا السلاح فلم يزل الله! يدرأ الحسن أن يكون ثالثا مع أبي بكر وعمر ، حيث لم يكن أمير المؤمنين عثمان المظلوم رحمهالله! وهم الذين فعلوا بعثمان ما فعلوا! وإنّ سعيد بن العاص قد لاقى بني هاشم وما لأهم على أن يدفن الحسن مع رسول الله وأبي بكر وعمر! فكتب معاوية إلى مروان يشكر له ما صنع ، ويعده أن يعزل سعيدا ويوليه المدينة ، وكان قد وليها في آخر سنة (٤٩) قبل موت الحسن ، فكان معاوية يستحيي من سرعة عزله إياه. وعلم سعيد بكتاب مروان إلى معاوية ، فكان يلقاه.
ويقول له ممازحا : ما جاءك فينا شيء؟ فيقول مروان : أتظن أنّي أطلب عملك؟! فاستحيا سعيد وسكت عنه ثمّ عزله معاوية وولى مروان وكتب إليه : إذا جاءك كتابي هذا فلا تدع لسعيد بن للعاص قليلا ولا كثيرا إلّا قبضته (١).
__________________
(١) الطبقات الكبرى : ٨ ترجمة الإمام الحسن عليهالسلام ، الحديث ١٨٨ ، وتاريخ دمشق ٢١ : ٣٨ ترجمة سعيد ولكن لم يكن ذلك سريعا بل بعد حين.