أرزاق عام (٣٨ ه) وعطاؤه :
انفرد المسعودي بقوله : قبض أصحاب علي عليهالسلام في سنة (٣٨ ه) أرزاقهم ثلاث مرات ، حسب ما كان يحمل إليه من عمّاله من المال ، ثمّ ورد عليه مال من أصفهان ، فخطب الناس وقال لهم : اغدوا إلى عطاء رابع ، فو الله ما أنا بخازن لكم ، ثمّ قال : وكان في عطائه اسوة للناس : يأخذكما يأخذ الواحد منهم (١).
ولعل الأصل فيه ما نقله الثقفي بسنده قال : أعطى عليّ الناس في عام واحد (بلا تعيين) ثلاثة اعطيات ، ثمّ قدم عليه خراج أصفهان فقال للناس :
أيّها الناس ، اغدوا فخذوا ، فو الله ما أنا بخازن لكم! فغدوا وأخذوا ، ثمّ أمر فكنس بيت المال ونضح ، فصلّى فيه ركعتين ثمّ قال : يا دنيا غرّي غيري (٢)!
وفصّل في نقل آخر قال : أتى عليّا عليهالسلام مال من أصفهان فقسّمه ، فوجد فيه رغيفا ، وكانت الكوفة يومئذ سبعة أسباع ، فكسر الرغيف سبع كسر فجعل على كلّ جزء كسرة ، ثمّ دعا أمراء الأسباع فأقرع بينهم أيّهم يعطيه أوّلا :
وفصّل أكثر في نقل آخر قال الراوي : ازدحم الناس على الأموال ، فأخذ عليّ عليهالسلام حبالا فعقد بعضها إلى بعض بيده فوصلها ثمّ أدارها حول المتاع ثمّ قال : لا احلّ لأحد أن يجاوز هذا الحبل! فقعدنا وراء الحبال ، ودخل علي عليهالسلام فنادى رؤساء الأسباع ، فقاموا ودخلوا عليه فأخذوا يحملون الجوالق إلى الجوالق وهذا إلى هذا حتّى تقسّم المال سبعة أجزاء ، ثمّ وجد مع المتاع رغيفا فكسره سبع كسر ووضع على كلّ جزء كسرة ، ثمّ قال :
هذا جناي وخياره فيه |
|
إذ كل جان يده إلى فيه |
__________________
(١) مروج الذهب ٢ : ٤١٠.
(٢) الغارات ١ : ٨٣.