سوى أبنائكم وعبدانكم ومواليكم! ألا فانفروا مع جارية بن قدامة السعدي ، ولا يجعلنّ رجل على نفسه سبيلا! فإني موقع بكلّ من وجدته متخلّفا عن مكتبه عاصيا لإمامه؟ وقد أمرت أبا الأسود الدؤلي بحشركم ، فلا يلم رجل جعل السبيل على نفسه إلّا نفسه!
فخرج جارية فعسكر ، وخرج أبو الأسود فحشر الناس ، فاجتمع إلى جارية ألف وسبعمائة.
ولم يزل الإمام بالنخيلة حتّى وافاه هذان الجيشان من البصرة ، ثلاثة آلاف ومائتا رجل (١)!
الإمام يستحث أهل الكوفة :
فجمع الإمام عليهالسلام إليه رءوس أهل الكوفة ورءوس الأسباع ورءوس القبائل ووجوه الناس.
ثمّ حمد الله وأثنى عليه وقال : يا أهل الكوفة ، أنتم إخواني وأنصاري وأعواني على الحقّ! وصحابتي على جهاد عدوّي المحلّين ، بكم أضرب المدبر وأرجو تمام طاعة المقبل.
وقد بعثت إلى أهل البصرة فاستنفرتهم إليكم فلم يأتني منهم إلّا ثلاثة آلاف ومائتا رجل! فأعينوني بمناصحة جليّة خليّة من الغش ... فاستجمعوا بأجمعكم.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٧٨ عن أبي مخنف ، والإمامة والسياسة ١ : ١٤٤. وفي أنساب الأشراف ٢ : ٣٦٧ : وأتاه جارية بن قدامة في ثلاثة آلاف ، وقيل : خمسة آلاف وقيل أكثر من ذلك. وفي مروج الذهب ٢ : ٤٠٦ : وأتاه من البصرة : عشرة آلاف مع ابن قدامة وابن قيس. وانفرد الدينوري قال : قدم ابن عباس في سبعة آلاف من فرسان البصرة! الأخبار الطوال : ١٩١.