إلى ابن أبي سفيان أو النهروان؟ :
وبلغ الإمام عليهالسلام أنّ الناس يقولون : لو سار بنا إلى هؤلاء الخوارج فنبدأ بهم فإذا فرغنا منهم توجّهنا لقتال المحلّين (الناقضين) فخطبهم فقال : أما بعد ، فإنه قد بلغني قولكم : لو أنّ أمير المؤمنين سار بنا إلى هذه الخارجة التي خرجت عليه فبدأنا بهم فإذا فرغنا منهم وجّهنا إلى المحلّين. ألا إن غير هذه الخارجة أهمّ إلينا منهم ، فدعوا ذكرهم ، وسيروا إلى قوم يقاتلونكم كيما يكونوا جبّارين ملوكا ، ويتّخذوا عباد الله خولا (١).
فقام إليه صيفي بن فسيل الشيباني فقال له : يا أمير المؤمنين ، نحن حزبك وأنصارك ، نعادي من عاديت ونشايع من أناب إلى طاعتك ، فسر بنا إلى عدوّك من كانوا وأينما كانوا ، فإنك لن تؤتى من قلة عدد ولا ضعف نية أتباع ، إن شاء الله.
وقام إليه محرز بن شهاب التميمي السعدي فقال له : يا أمير المؤمنين «شيعتك» كقلب رجل واحد في الإجماع على نصرتك والجدّ في جهاد عدوّك ، فأبشر بالنصر ، وسر بنا إلى أيّ الفريقين أحببت ، فإنا «شيعتك» الذين نرجو في طاعتك وجهاد من خالفك صالح الثواب ، ونخاف من خذلانك والتخلّف عنك شدّة الوبال (٢).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٨٠ عن أبي مخنف. وفي مروج الذهب ٢ : ٤٠٤ : خطب الناس فقال : «سيروا إلى قتلة المهاجرين والأنصار ، فإنهم طالما سعوا في إطفاء نور الله وحرّضوا على قتال رسول الله ومن معه! ألا إن رسول الله صلىاللهعليهوآله أمرني بقتال الناكثين وهم أولاء الذين فرغنا منهم ، والمارقين ولم نلقهم بعد ، والقاسطين وهم هؤلاء الذين سرنا إليهم. فسيروا إلى القاسطين فهم أهمّ علينا من الخوارج ، سيروا إلى قوم ...».
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٨٠ ـ ٨١ عن أبي مخنف ، والإمامة والسياسة ١ : ١٤٥ ـ ١٤٦.