فإن أبوا فناجزهم واستعن بالله عليهم فإنّهم قد فارقوا الحقّ وسفكوا الدم الحرام وأخافوا السبيل ، والسلام. وناول الكتاب لعبد الله بن وال التيمي فقال له : يا أمير المؤمنين ، ألا أمضي مع زياد بن خصفة إذا دفعت إليه الكتاب؟ فقال له : افعل يا ابن أخي فو الله إنّي لأرجو أن تكون من أعواني على الحقّ وأنصاري على القوم الظالمين. فقال : أنا والله من اولئك وكذلك حيث تحب (١).
وواقفوهم عند المذار :
مضى عبد الله بن وال التيمي البكري بكتاب الإمام عليهالسلام إلى ابن عمّه زياد بن خصفة التيمي البكري ، وهو على فرس له رائع كريم ـ كما قال ـ وعليه السلاح ، حتّى التقى به وسلّمه الكتاب ، فقال له زياد : يا ابن أخي إنّي لأحبّ أن تكون معي في وجهي هذا فمالي عنك غنى ، فقال له : وقد استأذنت أمير المؤمنين في ذلك فأذن لي.
ثمّ خرج زياد من دير أبي موسى إلى نفّر فسأل عنهم فقيل له : إنّهم أخذوا نحو جرجرايا (٢) فاتبعناهم فقيل لنا : إنّهم أخذوا نحو المذار (٣) فلحقناهم بالمذار وقد سبقونا إليها قبلنا بيوم وليلة فقد استراحوا وأعلفوا دوابّهم ، ونحن قد تعبنا ونصبنا ولغبنا وانقطعنا ، فلمّا رأونا وثبوا إلى خيولهم فواقفونا ونادانا الخرّيت : أمع الله أنتم ومع كتابه وسنّة نبيّه أم مع القوم الظالمين؟! أخبروني ما ذا تريدون؟
__________________
(١) الغارات ١ : ٣٣٩ ـ ٣٤٢ وصار الرجل بعد هذا من زعماء التوابين من خذلان الحسين عليهالسلام.
(٢) في الغارات : نحو المدائن ، ورجّحنا الجرجرايا عن الطبري ٥ : ١١٨ لأنّها في مسيرهم إلى البصرة.
(٣) في الغارات : المدائن ، ورجّحنا المذار عن الطبري ، لأنّها في طريق البصرة قبلها بأربعة أيّام.