فقال علي عليهالسلام : الطريق مشترك ، والناس في الحقّ سواء ، ومن اجتهد رأيه في نصيحة العامة فله ما نوى وقد قضى ما عليه (١).
وبدأ امتراء القرّاء :
وأجاب عليا عليهالسلام إلى السير للجهاد جلّ الناس ، إلّا أصحاب عبد الله بن مسعود من القرّاء ، فإنهم افترقوا فرقتين :
فقد أتاه جمع منهم مع ربيع بن خثيم الثوري ، وهم يومئذ أربع مائة رجل ، فقالوا :
يا أمير المؤمنين ؛ إنّا على معرفتنا بفضلك قد شككنا في هذا القتال ، ولا غنى بنا ولا بك ولا بالمسلمين عن من يقاتل عدوّهم (المشركين) فولّنا بعض الثغور نكون به ونقاتل عن أهله.
فعقد له عليهم أوّل لواء عقده ، ووجّههم إلى ثغر الرّي (٢) وقزوين (٣).
وأتاه جمع آخر منهم مع عبيد السلماني المرادي فقالوا له : إنا نخرج معكم (ولكنّا) نعسكر على حدة ، لننظر في أمركم وأمر أهل الشام! فمن رأيناه بدا منه بغي! أو أراد ما لا يحلّ له كنا عليه!
__________________
(١) وقعة صفين : ٩٥ عن علي عليهالسلام ، وهنا : ١٠٠ عن عديّ مثله ، ورجّحنا الأول هنا أيضا.
(٢) وقعة صفين : ١١٥.
(٣) الأخبار الطوال للدينوري : ١٦٥. وهو من ثور بن عبد مناة ومنهم سفيان الثوري وحرّف هذا خبره فقال : أغزى علي عليهالسلام الربيع بن خثيم الثوري الديلم! وعقد له على أربعة آلاف وله بقزوين مسجد معروف كما في فتوح البلدان للبلاذري : ٣١٨ ، وانظر ترجمته في قاموس الرجال ٤ : ٣٣٣ ـ ٣٤١.