شهادة الأشتر وتأبينه :
بلغ قتل الأشتر إلى الإمام عليهالسلام فاسترجع وحمد الله وقال : اللهمّ إنّي أحتسبه عندك فإنّ موته من مصائب الدهر ، فرحم الله مالكا فقد وفى بعهده ، وقضى نحبه ولقى ربّه ، مع أنّا قد وطّنا أنفسنا على أن نصبر على كلّ مصيبة بعد مصابنا برسول الله صلىاللهعليهوآله فإنّها أعظم المصائب.
وبلغ خبره قومه النخع فاجتمع أشياخ منهم ومضوا حتّى دخلوا على الإمام عليهالسلام فقال لهم :
لله درّ مالك! وما مالك؟! لو كان جبلا لكان فندا! ولو كان حجرا لكان صلدا! أما والله ليهدنّ موتك عالما وليفرحنّ عالما! على مثل مالك فلتبك البواكي ، وهل موجود كمالك (١)؟!
وبلغ خبر توجيهه ومقتله إلى محمد بن أبي بكر فشقّ ذلك عليه ، وبلغت موجدته لذلك إلى الإمام فكتب إليه :
__________________
ـ فراسخ (٥ / ١٦ كم). وفي مروج الذهب ٢ : ٤١٠ وقال : كان ذلك بالعريش. وقال الحموي : كان ذلك في القلزم ، ولكن جسده نقل من قلزم إلى المدينة فدفن بها (في بقيع الغرقد) وقبره بها معروف؟! معجم البلدان ١ : ٤٥٤ في مادّة بعلبك.
وكان الفاطميون الاسماعيليون يعتنون بقبر مالك الأشتر على خبر البلاذري في عين شمس القديمة ، وفي هذه الأواخر قام الاسماعيليون البهرة بدفن شقيق شيخهم هناك وجدّدوا مرقد الأشتر ، ويقع في وسط بستان تحيط به مناطق زراعية وأخذ العمران يدنو منه ، من بلدة تسمّى : الخانگه ، بمنطقة القلج ، مشهورا بقبر العجمي ـ الشيعة في مصر : ١٠٨ ـ وهو المرقد الوحيد المنسوب إليه اليوم وليس سواه ، فهو أقرب إلى الصحّة.
(١) الغارات ١ : ٢٦٤ ـ ٢٦٥ ووجدوا في ثقله رسالة الإمام مع الأشتر إلى أهل مصر : ٢٦٦ ـ ٢٦٧ ، وفي تاريخ الطبري ٥ : ٩٦ عن أبي مخنف ، عن مولى الأشتر.