وأصحابه وعضده! فرجعوا إلى علي عليهالسلام فقالوا : إن معاوية يقول لك : إن كنت صادقا فادفع إلينا قتلة عثمان أو أمكنّا منهم. فقال علي عليهالسلام : إنّ القوم تأوّلوا عليه القرآن ، ووقعت الفرقة ، وقتلوه في سلطانه ، وليس على ضربهم (مثلهم) قود (قصاص) فرجعوا إلى معاوية فأخبروه فخصمت حجّته ، فقال : إن كان كما يزعم فما باله ابتزّ الأمر دوننا على غير مشورة منّا ولا ممّن هاهنا معنا؟! فرجعوا إلى علي عليهالسلام فأخبروه فقال : إنما الناس تبع للمهاجرين والأنصار ، وهم شهود المسلمين على ولايتهم وأمر دينهم ، وهم رضوا بي وبايعوني (١) ، ولست أستحلّ أن أدع مثل معاوية يتركهم ويشق عصاهم! فرجعوا إلى معاوية فأخبروه فقال : فما بال من هاهنا من المهاجرين والأنصار لم يدخلوا في هذا الأمر فيؤامروه فيؤمّروه؟! فانصرفوا إلى علي عليهالسلام فأخبروه فقال : ويحكم (بل) هذا دون الصحابة للبدريّين (منهم) وليس في الأرض بدريّ إلّا قد بايعني وهو معي أو قد أقام ورضى. فلا يغرنكم معاوية من أنفسكم ودينكم (٢)!
أبو أمامة وأبو الدّرداء :
ومن الصحابة الأنصار الذين كانوا هناك مع معاوية ممّن أشار هو إليهم : أبو إمامة الباهلي وأبو الدرداء ، ولعلّه بلغهم احتجاج معاوية بهم فتوافقا ودخلا عليه وقالا له :
__________________
(١) وسيأتي يقيّده بالبدريين منهم ، والواقع أنه إنما يلزمه بما التزم من صحة الإمامة بالاختيار والبيعة ، بناء على قاعدة الإلزام ؛ لأن معاوية يأبى صحة الإمامة بالوصاية.
(٢) وقعة صفين : ١٨٨ ـ ١٩٠ وهنا مرة اخرى «فتراسلوا ثلاثة أشهر : ربيع الآخر والجماديين» ويتكرّر الكلام فيه مثل ما مرّ.