واستقدم مخنف بن سليم الأزدي :
وكتب الإمام عليهالسلام إلى بعض عمّاله ليلحقوا به في مسيره إلى الشام ، فكتب إلى مخنف بن سليم : سلام عليك ، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلّا هو. أما بعد ، فإن جهاد من صدف عن الحقّ رغبة عنه ، وهبّ في نعاس العمى والضلال اختيارا له ، فريضة على العارفين. إنّ الله يرضى عمّن أرضاه ويسخط على من عصاه.
وإنّا قد هممنا بالمسير إلى هؤلاء القوم الذين عملوا في عباد الله بغير ما أنزل الله ، استأثروا بالفيء ، وعطّلوا الحدود ، وأماتوا الحقّ وأظهروا في الأرض الفساد ، واتّخذوا الفاسقين وليجة من دون المؤمنين ، فإذا وليّ لله أعظم أحداثهم أبغضوه وأقصوه وحرموه. وإذا ظالم ساعدهم على ظلمهم أحبّوه وأدنوه وبرّوا به! فقد أصرّوا على الظلم وأجمعوا على الخلاف ، وقديما ما صدّوا عن الحقّ وتعاونوا على الإثم وكانوا ظالمين.
فإذا أتاك كتابي هذا فاستخلف على عملك أوثق أصحابك في نفسك ، وأقبل إلينا لعلّك تلقى هذا العدوّ المحلّ فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتجامع الحقّ وتباين الباطل ، فإنّه لا غناء بنا ولا بك عن أجر الجهاد.
وحسبنا الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم. وكتب عبد الله بن أبي رافع (١).
فاستعمل مخنف على أصفهان : الحارث بن الربيع الأزدي ، وعلى همدان : سعيد بن وهب الأزدي ، وقدم إلى الكوفة.
__________________
(١) وقعة صفين : ١٠٤ ، ١٠٥ وتاريخه : سنة سبع وثلاثين! في حين أن هذا كان سنة (٣٦ ه).