واختلف عنه المنقري فقال : لما رجع الخولاني غدا ليأخذ الجواب وجد الناس قد بلغهم الذي جاء هو به ، فلبست الشيعة أسلحتها وغدوا فملئوا المسجد الجامع بالكوفة وأخذوا ينادون بوجهه : كلنا قتل ابن عفّان! وأذن للخولاني فدخل على علي عليهالسلام فدفع إليه جواب كتاب معاوية ... وخرج وهو يقول : الآن طاب الضراب (١)!
طاب الضراب والحرب لإضراب الخولاني ، فطلب معاوية المزيد من ذلك فأشار عليه ابن العاص بقوله له : إنّ عليّا رجل نزق تيّاه (نعوذ بالله) وما شيء تستطعم به منه الكلام على أبي بكر وعمر بمثل تقريظهما له ، فاكتب إليه كتابا ثانيا مثل الأول لكي يحمله الغضب لنفسه أن يكتب إليك كلاما فيهما تتعلّق به لتقبيح حاله وتهجين مذهبه (٢)!
فكتب إليه مع الباهلي :
فكتب كتابا وأراد أن يبعثه إليه مع أبي الدرداء ثمّ أنفذه إليه مع أبي إمامة الباهلي :
«أما بعد ، فإن الله تعالى جدّه اصطفى محمدا عليهالسلام لرسالته ، واختصّه بوحيه وتأدية شريعته ، فأنقذ به من العماية وهدى من الغواية ، ثمّ قبضه إليه رشيدا حميدا ، قد بلّغ الشرع ومحق الشرك وأخمد نار الإفك ، فأحسن الله جزاءه وضاعف عليه نعمه وآلاءه.
__________________
(١) وقعة صفين : ٨٦.
(٢) شرح النهج للمعتزلي الشافعي ٥ : ١٨٥ عن شيخه النقيب الزيدي البغدادي.