حلال دماؤهم أتراني بيّنت لك؟ قال : قد بيّنت لي ، قال : فاختر أنّى ذلك أحببت ... أما إنّهم سيضربوننا بأسيافهم حتّى يرتاب المبطلون منكم فيقولون : لو لم يكونوا على حقّ ما ظهروا علينا! والله ما هم من الحقّ على ما يقذي عين ذباب! والله لو ضربونا بأسيافهم حتّى يبلغوا بنا سعفات هجر لعرفت أنا على حقّ وهم على باطل. وايم الله لا يكون سلما سالما أبدا. ولا تنصرم أيام الدنيا حتّى يبوء أحد الفريقين على أنفسهم بأنهم كانوا كافرين. وحتّى يشهدوا على الفريق الآخر : بأنّهم على الحقّ وأنّ موتاهم وقتلاهم في الجنة ، وأن موتى أعدائهم (أعداء الفريق الآخر) وقتلاهم في النار (١).
أمراء العراق والشام :
روى نصر ، عن جابر الجعفي ، عن الباقر عليهالسلام قال : إن عليا عليهالسلام ومعاوية عقدا الألوية وأمّرا الأمراء وكتّبا الكتائب ... فدفع عليّ اللواء إلى هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص الزّهري ، واستعمل على الخيل عمّار بن ياسر ، وعلى الرجّالة عبد الله بن بديل الخزاعي ، وجعل مضر الكوفة والبصرة في القلب ، وجعل ربيعة في الميسرة ، وعليهم عبد الله بن العباس ، وعلى رجّالتهم الحارث بن مرّة العبدي ، واليمن في الميمنة وعليهم الأشعث بن قيس (كما وعده) وعلى رجّالتهم سليمان بن صرد الخزاعي.
وعقد ألوية القبائل ، فجعل على قريش وكنانة وأسد قريش : عبد الله بن العباس ، وعلى كندة اليمن حجر بن عدي ، وعلى خزاعة عمرو بن الحمق ، وعلى بكر البصرة حصين بن المنذر ، وعلى تميمها الأحنف بن قيس ، وعلى سعد وربابها
__________________
(١) وقعة صفين : ٣٢١ ، ٣٢٢ ، ومختصره في أنساب الأشراف ٢ : ٣١٧ ، الحديث ٣٨٦.