وكان معهما ابن عمّ لعمرو جاءه من مصر فلما علم بذلك قال له : إنك إن لم ترد معاوية لم يردك ، ولكنّك تريد دنياه وهو يريد دينك! وبلغ ذلك معاوية فطلبه فهرب حتى لحق بعلي عليهالسلام في الكوفة فحدّثه بأمر عمرو ومعاوية (١).
مشاورة معاوية لعمرو :
ثم قال معاوية لعمرو : ما ترى في عليّ؟
فقال عمرو : أتاك في هذه البيعة خير أهل العراق (جرير) ومن عند خير الناس في أنفس الناس (عليّ) ودعواك أهل الشام إلى ردّ هذه البيعة خطر شديد! ورأس أهل الشام شرحبيل بن السمط الكنديّ وهو عدوّ لجرير المرسل إليك! فأرسل إليه يأتيك. وأوطئ له ثقاتك ممن يرضى بهم شرحبيل فليفشوا في الناس : أن عليا قتل عثمان! (حتّى إذا جاء شرحبيل يسمعها منهم) فإنها كلمة إن تعلّقت بقلب شرحبيل لم تخرج منه أبدا! وهي جامعة لك أهل الشام على ما تحبّ!
وكان شرحبيل على حمص ، فكتب إليه معاوية : إن جرير بن عبد الله قدم علينا من عند عليّ بن أبي طالب بأمر فظيع ، فأقدم!
ثم دعا خاصّته وثقاته من رءوس قحطان واليمن من أبناء عمّ شرحبيل : بسر بن أرطاة وحابس بن سعد الطائي وحمزة بن مالك وعمرو بن سفيان ومخارق بن الحارث الزبيدي ويزيد بن أسد ، وأمرهم أن يستقبلوه ويخبروه : أن عليا قتل عثمان!
__________________
ـ ٢ : ٦٧ ـ ٦٨ وبهامشه عن الكامل أيضا (ط. المرصفى) ٣ : ٢١٠ ومصادر الخطبة في المعجم المفهرس لنهج البلاغة : ١٣٧٨.
(١) وقعة صفّين : ٤٢.