وخطبتاه قبل البيعة له وبعدها :
وروى الصدوق ، عن ابن عقدة ، عن عوانة بن الحكم بسنده قال : لما قام الناس ليبايعوا الحسن عليهالسلام قام فخطبهم فقال : «الحمد لله على ما قضى من أمر ، وخصّ من فضل وعمّ من أمر ، وجلّل من عافية ، حمدا يتمّ به علينا نعمه ، ونستوجب به رضوانه. إن الدنيا دار بلاء وفتنة ، وكل ما فيها إلى زوال ، وقد نبّأنا الله عنها كيما نعتبر ، فقدّم إلينا الوعيد كي لا تكون لنا حجة بعد الإنذار ، فازهدوا فيما يفنى وارغبوا فيما يبقى ، وخافوا الله في السرّ والعلانية.
إنّ عليّا عليهالسلام في المحيا والممات والمبعث عاش بقدر ومات بأجل.
وإني أبايعكم على أن تسالموا من سالمت وتحاربوا من حاربت» فبايعوه على ذلك (١).
وكان أول من بايعه قيس بن سعد الأنصاري قام إليه وقال له : ابسط يدك ابايعك على كتاب الله وسنة نبيّه وقتال المحلّين! فقال الحسن عليهالسلام : على كتاب الله وسنّة نبيّه ، فإن ذلك يأتي على كلّ شرط. فسكت قيس وبايعه (٢).
__________________
ـ فقال لهم : توفّى أمير المؤمنين برّا تقيا وعدلا مرضيا أحيا سنة ابن عمه ونبيّه وقضى بالحقّ في أمّته ، وقد ترك خلفا رضيا مباركا حليما ، فإن كرهتم فليس أحد على أحد! وإن أحببتم خرج إليكم (؟) فتبايعوه. فقالوا : يخرج عزيزا مطاعا! فخرج الحسن وخطبهم فبايعوه!
ونرى هذا موضوعا على مذهب الإمامة بالاختيار ، في مقابل الخبر السابق عنه بالوصاية.
(١) التوحيد : ٣٨٧.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ١٥٨ مرسلا. وأسند البلاذري عن عوانة بن الحكم والكلبي عن أبي مخنف بسنده قال : قام قيس فخطب فوصف فضل علي وسابقته وقرابته ، والذي