أباك فعل ذلك فاحتذينا بمثاله واقتدينا بفعاله ، فعب أباك ما بدا لك أو دع ، والسلام على من أناب ورجع عن غوايته وتاب» (١) وسنذكر مصرعه في موضعه.
وأما مصير قيس :
وأما قيس بن سعد ، فإنه لما عاد إلى المدينة كأنّ العثمانيين من مروان والأسود بن أبي البختري القرشي ، أثاروا الصحابيّ الشاعر العثماني حسّان بن ثابت الأنصاري فدخل على قيس وقال كالمتألّم له : نزعك ابن أبي طالب وقد قتلت ابن عفّان! فبقى عليك الوزر ولم يحسن لك الأجر والشكر!
فغضب قيس من كلامه وقال له : يا أعمى العين والقلب! لو لا أن القي بين رهطي ورهطك حربا لضربت عنقك! أخرج عنّي (٢).
وعاد مروان والأسود وهدّدا قيسا وتوعّداه بالقتل (٣).
فلما كتب علي عليهالسلام إلى عمّاله باستخلاف من يثقون به والقدوم عليه للخروج إلى الشام ، لم ينتظر سهل بن حنيف الأنصاري حتى يستحضره الإمام عليهالسلام بل بادر
__________________
(١) نقلهما نصر بن مزاحم في وقعة صفين : ١١٨ ـ ١٢١ مرسلا وبدون خبر بعثه إلى مصر ، ورواهما البلاذري في أنساب الأشراف ٢ : ٣٩٣ ـ ٣٩٧ ح ٤٦٠ محوّلا على طريق الخبر السابق ٤٥٩ : ٣٨٩ وهو : عباس الكلبي عن أبيه هشام عن أبي مخنف بأسناده. وقال الطبري في ٤ : ٥٥٧ : عن هشام عن أبي مخنف : أن ابن أبي بكر لما ولى كتب إلى معاوية ، فذكر مكاتبة جرت بينهما كرهت ذكرها! لما فيه مما لا تحتمل العامة سماعها! فاعتذر عن نقل الكتاب. وذكر الكتابين المسعودي في مروج الذهب ٣ : ١١ ـ ١٣ وانظر مواقف الشيعة ١ : ٢٦٢.
(٢) الغارات ١ : ٢٢١ ، والطبري ٤ : ٥٥٥ ، عن الزهري.
(٣) تاريخ الطبري ٤ : ٥٥٥ ، عن الزهري.