ثمّ نزل فصلّى صلاة فلما سلّم رفع من تربتها إليه فشمّها ثمّ قال : واها لك أيّتها التربة ، يحشرنّ منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب (١).
واستخرج ماء في الصحراء :
ثمّ سار بهم في البرّ وترك طريق الفرات ، فانقطعوا من الماء وعطشوا ، فشكوا ذلك إليه وعتبوا عليه أنه أخذ بهم في طريق لا ماء فيه من البرّ وترك طريق الفرات. فسار حتّى انتهى إلى دير راهب أو صومعته فهتف به فأشرف إليه فسأله عن الماء فقال : ليس قربنا ماء!
فسار إلى رمل هنالك ونزل فيه وأمرهم بحفره فحفروه حتّى كشفوا
__________________
(١) وقعة صفين : ١٤٠ والخبر عن هرثمة بن سليم ، قال : فلما رجعت من صفّين قلت لامرأتي جرداء بنت سمير ـ وكانت من شيعة علي ـ : ألا أعجّبك من صديقك أبي الحسن؟ ونقلت لها الخبر وقلت : فما علمه بالغيب؟ فقالت : إنّ أمير المؤمنين لا يقول إلّا حقّا! فلما بعث ابن زياد لقتل الحسين كنت في الخيل ، فلما انتهيت إليهم عرفت المنزل والبقعة وذكرت القول الذي قاله علي ، فذهبت إلى الحسين فسلّمت عليه وحدّثته بالحديث ، فقال : فأنت معنا أو علينا؟ فقلت له : يا ابن رسول الله أخاف على أهلي من ابن زياد ، فقال : والذي نفس محمّد بيده لا يرى مقتلنا اليوم رجل ولا يغيثنا إلّا أدخله الله النار! فولّ هربا حتّى لا ترى لنا مقتلا! قال : فهربت حتّى خفي عليّ مقتله! يا له من بؤس وتعاسة! ونقله الصدوق في الأمالي : ١١٧ ، الحديث ٢٨٢ بسنده عن هرثمة بن أبي مسلم و ٤٧٨ ، الحديث ٥ م ٨٧ بسنده عن مجاهد عن ابن عباس ، وفي شرح الأخبار ٣ : ١٤١ ، وكامل الزيارات : ٤٥٣ ، والإرشاد للمفيد ١ : ٣٣٢. وخصائص الأئمة : ٤٧ عن قرب الإسناد : ٣٠ الحديث ٨٢ بسنده عن الصادق عليهالسلام مختصرا. وانظر سائر مصادره في ترتيب الأمالي ٥ : ١٧٣ ، ٢ ه.