وأكثر مالا؟ قال : ومن هي؟ قال : هي ابنتي جعدة! قال : قد قاولنا لذلك رجلا (يعني سعيدا الهمداني) قال : ليس إلى الذي قاولته من سبيل! قال : إنه فارقني ليستشير أمّها! قال : قد زوّجها لابني محمدا! قال : متى؟ قال : قبل أن آتيك! فاستشار الإمام ابنه الحسن وقبلا بابنة الأشعث (١).
ولم يسعد سعيد الهمداني بتزويج ابنته أم عمران لمحمد بن الأشعث الكندي ، لما علم بكيد الكندي الأعور عليه في ذلك ، بل اشتد في عتابه فقال له : خدعتني يا أعور؟! قال له : بل ألست أنت الأحمق إذ تستشير في ابن رسول الله؟!
ثم خاف آفة التأخير فاستعجل في استجلاب موافقة الإمام على زفاف ابنته إلى داره ، فأمر بفرش البسط من باب داره حتى دار الإمام وزفّها إليه (٢).
وخفي علينا خبر إنكار الإمام عليه هذا البذخ والترف والسرف بدعوى الشرف! وتمّ للأعور الكنديّ أن يقول : لو كانت ابنتي زوج عمرو بن عثمان الباغي على الإمام فابنتي الاخرى زوج ابن أمير المؤمنين.
وإلى عامل همدان إلى أصفهان :
وكان على همدان إلى أصفهان من قبل عثمان : جرير بن عبد الله البجلي ، فاستبدله الإمام بمخنف بن سليم الأزدي (٣) وكتب إلى البجلي مع زحر بن قيس الجعفي :
__________________
(١) تأليفا له ولقومه ، ولخطورة ردّ العرض المعروض في العرب قديما وإلى اليوم ، وذلك هو السبب في قبول المعصومين بأمثال جعدة من قبل ومن بعد.
(٢) الأذكياء لابن الجوزي : ٢٧ نقلا عن حياة الإمام الحسن عليهالسلام للقرشي ٢ : ٤٠٩ ، ٤١١.
(٣) وقعة صفين : ١١.