وكان ذلك من الإمام عليهالسلام إنكارا لمنكر معاوية في استلحاقه زيادا ، ومن زياد زيادة في قيادة الشرّ والضرّ ، ومن معاوية محاولة لتلميع صورته وتخفيض صوت الإمام بإنكار منكرات معاوية ، ولا نملك دليلا على أن لا يكون من بعض التأثر بشيء من نصيحة المغيرة له ، وليمهّد لعهد يزيد.
مصاهرة معاوية لبني هاشم :
لم يطمع معاوية في مصاهرة الحسنين عليهماالسلام ولكنّه طمع في مصاهرة عبد الله بن جعفر وزينب ابنة علي والزهراء عليهماالسلام ، وكان عامله على المدينة مروان بن الحكم ، فكتب إليه أن يخطب ليزيد ابنة عبد الله بن جعفر من زينب : أمّ كلثوم (١) لصلح الحيّين بني اميّة وبني هاشم ، وعلى قضاء ديون ابن جعفر وحكمه لصداق ابنته. فبعث مروان إلى ابن جعفر يخطب إليه ، فقال عبد الله : إن أمر نسائنا إلى الحسن بن علي فاخطب إليه. فأتى مروان الحسن عليهالسلام خاطبا ، فقال له الحسن عليهالسلام : اجمع من أردت ، فأرسل مروان فجمع الحيّين بني أمية وبني هاشم.
وتكلم مروان فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : أما بعد ، فإن أمير المؤمنين معاوية أمرني أن أخطب (أم كلثوم) (٢) بنت عبد الله بن جعفر ليزيد بن معاوية على صلح الحيّين بني أمية وبني هاشم ، وعلى حكم أبيها في الصداق وقضاء دينه بالغا ما بلغ! ويزيد بن معاوية كفؤ من لا كفؤ له! ولعمري لمن يغبطكم بيزيد أكثر ممّن يغبط يزيد بكم! فيزيد ممّن يستسقى بوجهه الغمام! وسكت.
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٤٤ ، وانظر المعارف لابن قتيبة : ٢٠٦ ـ ٢٠٧.
(٢) في مقتل الخوارزمي ١ : ١٢٤ : زينب ، خطأ.