أبغير ثمن ولا حلّ! فألقاها الرجل! فمرّ بهم ذمي ومعه خنزيرة له فاخترط أحدهم سيفه وقتلها ، فقال له آخر : إنّ هذا لمن الفساد في الأرض! فاتّجه إلى الذمي صاحب الخنزيرة حتّى أرضاه!
فلما رأى ذلك عبد الله بن خبّاب قال لهم : لئن كنتم صادقين فيما أرى وأسمع فإني لآمن من شرّكم!
فأقاموه وذهبوا به حتّى ألقوه على الخنزير المقتول على شفير النهر فذبحوه وسال دمه في الماء!
ثمّ أقاموا امرأته ليقتلوها وهي تناديهم : أما تتقون الله؟ إنما أنا امرأة! فبقروا بطنها!
ثمّ قتلوا النسوة الثلاث اللواتي كنّ معها (١) من طيّئ ، وأمّ سنان الصيداوية الصحابية (٢).
وكتب إليهم الإمام عليهالسلام :
«بسم الله الرحمنِ الرحيم ، من عبد الله علي أمير المؤمنين ، إلى زيد بن حصين (الطائي) وعبد الله بن وهب (الراسبي) ومن معهما من الناس ، أما بعد ، فإن هذين الرجلين الذين ارتضينا حكمهما قد خالفا كتاب الله ، واتّبعا أهواءهما بغير هدى من الله ، فلم يعملا بالسنة ، ولم ينفّذا للقرآن حكما ، فبرئ الله ورسوله منهما والمؤمنون! فإذا بلغكم كتابي هذا فأقبلوا فإنا سائرون إلى عدوّنا وعدوّكم ، ونحن على الأمر الأول الذي كنا عليه ، والسلام».
__________________
(١) أنساب الأشراف ٢ : ٣٦٨.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٨٢ ، والإمامة والسياسة ١ : ١٤٦ ـ ١٤٧.