وفي مدائن طيسفون :
ثم مضى علي عليهالسلام حتّى انتهى إلى ساباط (١) ثمّ مدينة بهرشير وفيها آثار قصور الأكاسرة الساسانيين ، وإذا رجل من أصحابه ينظر إلى آثار كسرى وهو يتمثل شعرا :
جرت الرياح على مكان ديارهم |
|
فكأنّما كانوا على ميعاد |
فقال الإمام عليهالسلام : أفلا قرأت : (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ* وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ* كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ* فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ)(٢) ثمّ قال : إنّ هؤلاء كانوا وارثين فأصبحوا موروثين ، إنهم لم يشكروا النعمة فسلبوا دنياهم بالمعصية ، فإياكم وكفر النعم لا تحلّ بكم النقم ، ثمّ قال : انزلوا بهذه النجوة المرتفعة ، وصلّى الظهر (٣).
__________________
(١) معرّب شاه آباد أي معمورة الملك.
(٢) سورة الدخان : ٢٥ ـ ٢٩.
(٣) وقعة صفين : ١٤٢ ، ١٤٣ أو صلّى الجمعة ، فروى الصدوق في الخصال ٢ : ٦٤٤ بسنده عن الأصبغ بن نباتة : أنه عليهالسلام كان يخطب الجمعة إذ نزل بباب المسجد سبعة من المتخلّفين مع عمرو بن حريث المخزومي ودخلوا ، فلما رآهم قال : أيها الناس ، إن رسول الله صلىاللهعليهوآله أسرّ إليّ ألف حديث في كل حديث ألف باب لكل باب ألف مفتاح. وإني سمعت الله جل جلاله يقول : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) وإني أقسم لكم بالله ليبعثن يوم القيامة ثمانية نفر بإمامهم وهو ضبّ! ولو شئت أن اسميهم لفعلت! قال الأصبغ : فرأيت عمرو بن حريث سقط كما تسقط السعفة (يرتجف) وكانوا قد خرجوا إلى الخورنق من الحيرة يتنزّهون ، فبينما هم يتغدون إذ خرج عليهم ضبّ فصادوه ، فأخذه عمرو بن حريث ونصب كفّه وقال : هذا أمير المؤمنين فبايعوه! فبايعه هو والسبعة معه! ثمّ ارتحلوا فالتحقوا بنا في المدائن يوم الجمعة. ورواه الصفار في بصائر الدرجات.