النجاشي يسكر ويفر :
في سنة الوفود في وفود اليمن ، وفد بنو الحارث على رسول الله صلىاللهعليهوآله فكانوا سودا حتّى روى عنه أنّه قال : من هؤلاء كأنّهم من الهند (١) وكان فيهم قيس بن عمرو وأمّه كانت حبشيّة (٢) فكان في لونه يشبه الحبشة ولذلك لقّب بالنجاشي وعرف بلقبه.
وكان في حرب صفين شاعر الإمام عليهالسلام وفي ضحى أول يوم من شهر رمضان لسنة (٣٨ ه) خرج من داره بالكوفة على فرس له يريد الكناسة (٣) وكان شاعر حرب الردّة مع طليحة الأسدي : سمعان بن هبيرة الأسدي أبو سمّال ، صحابيّ نزل الكوفة ، وكان مضيافا لا يغلق بابه وقد ينادي مناديه : من ليست له خطّة فمنزله على أبي السمّال ، فأمر عثمان أن يمنح دارا لأضيافه (٤)! فلمّا مرّ به النجاشي قرب الزوال قال له : هل لك في رءوس حملان في كرش كانت في التنّور منذ أوّل الليل فتهرّأت! فقال له النجاشي : أفي أوّل يوم من رمضان تقول هذا؟ قال الأسدي : ما شهر رمضان وشوال إلّا واحد (٥)! فدعنا ممّا لا نعرف! فقال النجاشي : ثمّ مه؟ قال الأسدي : ثمّ أسقيك من شراب كالورس ، يطيب النفس ، ويجري في العرق ، ويزيد في الطرق ، يهضم الطعام ، ويسهّل للفدم (الثقيل) الكلام! فثنى النجاشي رجله ونزل ، فتغدّيا ثمّ شربا النبيذ! فلمّا كان آخر النهار علت أصواتهما.
__________________
(١) عن الشعر والشعراء لابن قتيبة : ٢٤٦ ـ ٢٤٧ عن الكلبي.
(٢) عن سمط اللآلي ٢ : ٨٩٠.
(٣) المصدر الأسبق.
(٤) الغارات ٢ : ٥٣٤ في الحاشية.
(٥) الشعر والشعراء : ٢٤٦ ـ ٢٤٧.