الهمداني ، وعلى أبر شهر خليد بن عبد الله الحنفي ، وعلى مروالرود والفارياب والطالقان قيس بن الهيثم ، وعلى هراة وبادغيس وقادس وبوشنج نافع بن خالد الطاحي (١).
وحمل الدؤلي على تنقيط المصحف :
مرّ الخبر أن عليّا عليهالسلام بعد الجمل بالبصرة علّم أبا الأسود الدؤلي النحو. وكان زياد بن أبيه يومئذ مع الإمام عليهالسلام وعلم بذلك.
فنقل ابن النديم ، عن أبي عبيد البصري قال : بعث زياد إلى أبي الأسود وأمره أن يعمل شيئا يعرف به (حركات) كتاب الله ، فاستعفاه من ذلك. ثمّ سمع قارئا يقرأ : (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) بسكر اللام! فقال : ما ظننت أنه قد آل أمر الناس إلى هذا! فرجع إلى زياد وقال له : أفعل ما أمر به الأمير! فليبغني كتابا لقنا يفعل ما أقول. فاتي بكاتب من عبد القيس فلم يرضه ، فأتي بآخر (منهم) فقال له أبو الأسود : إذا رأيتني فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة فوقه ، وإن ضممت فمي فانقط نقطة بين يديه ، وإن كسرت فاجعل النقطة من تحت الحرف (٢).
وأخذ يقرأ القرآن بالتأنّي والكاتب يضع النقط ، وكلّما أتمّ الكاتب صحيفة أعاد أبو الأسود نظره عليها ، واستمر على ذلك ، حتّى أعرب المصحف كلّه ،
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٢٢٤ عن النميري البصري عن المدائني البصري وغيره.
(٢) الشيعة وفنون الإسلام : ١٦٣ عن الفن الأول من المقالة الثانية من الفهرست ، وعنه في التمهيد ١ : ٣١٠ ـ ٣١١ ولكنه قال : كان واليا على الكوفة ، والصحيح : كان ذلك بالبصرة حيث أبو الأسود البصري ، وانظر تاريخ القرآن للزنجاني : ٩٦.