نقل ذلك الكشي عن أبي معشر (؟) فهي من أخبار العامّة في رجاله ، وأولى منه ما نقله قبله بسنده عن أبي إسحاق قال : لما قتل عمّار ، دخل خزيمة بن ثابت فسطاطه فاغتسل ثمّ خرج بسلاحه فقاتل حتّى قتل (١).
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٥٢ ، الحديث ١٠٠ ـ ١٠١ وعلّق عليه المحقق الشوشتري في قاموس الرجال ٤ : ١٧٣ قال : فالظاهر أنه قبل شهادة عمّار كان شاهدا ومجاهدا أيضا ، ولو كان شاكّا لما حضر ، وأنه إنما كانت استماتته بعد عمار ، وأنه لو صحّ استناده إلى الحديث فإنّما كان جدلا.
وعلّق المحقق المعتزلي الشافعي في شرح نهج البلاغة ٨ : ١٧ على مثل هذه الأحاديث يقول : «وا عجباه! من قوم يعتريهم الشك في أمرهم لمكان عمّار ولا يعتريهم الشكّ لمكان عليّ عليهالسلام! ويستدلّون على أنّ الحقّ مع أهل العراق بكون عمّار بين أظهرهم ، ولا يعبئون بمكان علي عليهالسلام! ويحذرون من قول النبيّ صلىاللهعليهوآله : «تقتلك الفئة الباغية» ويرتاعون لذلك ، ولا يرتاعون لقوله في علي : «اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» ولا لقوله : «لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق» وهذا يدلّك على أنّ عليا عليهالسلام اجتهدت قريش كلّها من مبدأ الأمر في إخمال ذكره وستر فضائله» ، ونقله عنه الدكتور عبد السلام هارون في تحقيقه لوقعة صفين : ٣٣٤.
وقال المعتزلي الشافعي أيضا : ولو أنصف الناس هذا الرجل (عليا عليهالسلام) ورأوه بالعين الصحيحة لعلموا أنه لو كان وحده وحاربه الناس كلّهم أجمعون! لكان هو على الحقّ وهم على الباطل! فأيّ حاجة لناصري أمير المؤمنين أن يتكثروا بعمار بن ياسر وخزيمة بن ثابت وغيرهم؟!
قال : ومن غريب ما وقفت عليه من العصبية القبيحة : أن أبا حيّان التوحيدي قال في (كتاب البصائر) : إن خزيمة بن ثابت المقتول مع علي في صفّين ليس هو خزيمة بن ثابت ذا الشهادتين ، بل هو شخص آخر من الأنصار اسمه خزيمة بن ثابت!